حكم الصلاة في النعال
مدة الملف
حجم الملف :
1713 KB
عدد الزيارات 1546

السؤال:

 مستمع سوداني أحمد حسن يقول: ما حكم الصلاة في النعال؟

الجواب:


الشيخ: الصلاة في النعال سنة فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في نعليه، أمر الصلاة في النعلين مخالفة لليهود الذي لا يصلون في نعالهم، ولكن هذا يترتب عليه أذى بحيث لا يقوم الناس بما أمروا به من النظر في نعالهم عند دخول المسجد، فإن وجدوا فيها أذى أماطوه وصلوا فيها، فإنه لا ينبغي للإنسان أن يفتح على الناس ما فيه الأذى، وحينئذٍ يكون ترك السنة؛ لتفادي ما يخشى من الأذى، ولا حرج في ترك السنة بمثل هذا، ولكن ينبغي أن تحيا هذه السنة بأن تذكر للناس أحياناً حتى يتبين الحق ولا ينسى، وقد كان بعض العامة يستنكر استنكاراً عظيماً أن يصلي الإنسان في نعليه، ولكنهم لا يستنكرون أن يصلي في خفيه لماذا؟ لأنه كان من العادة عندهم أن يصلي الرجل في خفين، وليس من العادة أن يصلي الرجل في نعليه، مع أن السنة في هذا وفي هذا سواء، ومن كان عليه خفان فليصل فيهما، ومن كان عليه نعلان فالأفضل أن يصلي فيهما، ولكن إذا خشي المحظور الذي أشرت إليه، فلا حرج في ترك هذه السنة، ومن المعلوم أننا لو فتحنا للعامة هذا الباب؛ لتهاونوا بالمساجد، ودخلوا في نعالهم وكلها أذى، كلها ماء لطخوا بها المسجد وأفسدوا بها الفرش، فلهذا ترك الناس الصلاة في النعلين مخافة في المحظور لا رغبة عن السنة؛ لأن كل مؤمن لا يمكن أن يرغب عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن يخشى من ضرر أكبر وترك السنة؛ خوفاً من الفتنة، أو من الضرر قد جاءت به السنة، فهذا النبي عليه الصلاة والسلام حدث عائشة رضي الله عنها قال لها: لو أن قومك حديثو عهد بالكفر لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم، وجعلت لها بابين؛ باب يدخل منه الناس، وباب يخرجون منه، ولكنه ترك ذلك خوفاً من الفتنة، وخوفاً مما يترتب عليه من مسألة أكبر من إعادة بنائها قواد إبراهيم، كذلك ترك النبي عليه الصلاة والسلام الاستمرار في صيامه في رمضان وهو مسافر؛ لأنه شق على الناس الصوم فقد ذكر عن النبي عليه الصلاة والسلام وهو مسافر في رمضان أن الناس قد شق عليهم الصيام وأنهم ينتظرون ما تفعل، وكان صلى الله عليه وسلم صائماً فدعا بماء بعد العصر، وهو على راحلته، فشربه، والناس ينظرون إليه، فأفطر الناس، وهنا ترك النبي عليه الصلاة والسلام الاستمرار في الصوم، مع أن ذلك والله أعلم هو رغبته من أجل حاجة الناس إلى الفطر، فعلى كل حال يكون الجواب أن الصلاة في النعلين سنة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بها، ولكن إذا خيف من فعل هذه السنة أن تكون مفسدة تعود على المسجد، أو أذية للمصلين، فلا حرج في ترك الصلاة في النعلين، لكن يجب أن يكون ذلك معلوماً عند الناس بحيث يبين أهل العلم للناس أن الصلاة في النعلين سنة.