عقوبة من اقتنى كلباً لغير حاجة
مدة الملف
حجم الملف :
1308 KB
عدد الزيارات 7075

السؤال:

المستمع يقول: إذا كان عند الإنسان كلباً للحراسة فما الحكم في ذلك؟؟

الجواب:


الشيخ: اقتناء الكلاب محرم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من اقتنى كلباً غير كلب صيد أو حرث أو ماشية انتقص من أجره كل يوم قيراط». وهذا يدل على تحريم الكلاب من غير الحاجات المذكورة في الحديث، وذلك لأن العقوبة المرتبة على الفعل إما أن تكون فوات محبوب، أو حصول مكروه، وهذه العقوبة التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام فوات محبوب؛ لأن النقص من الأجر يقتضي فوات محبوب للشخص، ولكن النبي عليه الصلاة والسلام استثنى هذه الثلاثة الصيد والحرث والماشية، وذلك لأن الإنسان محتاج إلى كلب الصيد يصطاد عليه، محتاج إلى كلب الماشية يحميها من الذئاب والكلاب، محتاج إلى كلب الحرث يحمي الحرث من البهائم التي ترتع فيه، وما شابهه هذه الحاجات فإنه مثلها؛ لأن الشريعة لا تفرق بين متماثلين، فإذا قدر أن شخصاً في بيت بعيد عن البلد، وهو محتاج إلى كلب يحرس البيت؛ لينبه أهل البيت فيما لو أقبل عدو، أو سارق، أو ما أشبه ذلك، فإنه مثل صاحب الحرث والماشية والصيد لا حرج عليه إن اقتناه إلى هذا الغرض، وأما الذين يقتنون لمجرد الهواية كما يفعله بعض السفهاء الذين يقلدون الكفار من غربيين أو شرقيين، فإنهم خسروا ديناً ودنيا، أما خسران الدين فإنهم ينتقصون من أجرهم قيراطًا، وأما خسران الدنيا فإن هذه الكلاب التي يقتنونها تكون بأثمان باهظة في الغالب، ثم إنهم يعتنون بها اعتناء بالغاً أشد من اعتناءهم بأنفسهم وأولادهم وذكر لي أنهم ينظفوها كل يوم بالصابون ويطيبونها ويشترون لها أطيب المأكولات، وهذا من السفه العظيم؛ لأن هذا الكلب لو صببت عليه مياه البحار وجميع ما في الدنيا من الصابون وغيره من المطهرات لم يطهر قط؛ لأن نجاسته عينية، والنجاسة العينية لا تزول ما دامت العين باقية، ولهذا أنصح إخواني المسلمين أن يتقوا الله في أنفسهم وأن يتجنوا مثل هذه الافتراءات التي لا يكتسبون من ورائها إلا الإثم والخسران في الدنيا والآخرة.