صوم النصف من شعبان بناء على أن مصادفتها لأيام البيض
مدة الملف
حجم الملف :
959 KB
عدد الزيارات 4341

السؤال:

بارك الله فيكم هذا المستمع عبد الله إبراهيم زياد يقول في السؤال: لقد سمعت بعض أهل العلم يرغّب في صيام النصف من شهر شعبان، ويذكر أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، ومن ضمن هذه الأيام النصف من شعبان؛ ولذا فهو سنة وليس ببدعة، أيضاً الاحتفال بأيام شعبان؛ لأنها الأيام التي تحولت فيها القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام، أجيبونا إجابة مفصلة حول هذا الموضوع، وجزاكم الله خيراً يا فضيلة الشيخ.

الجواب:


الشيخ: أما صيام النصف من شعبان بناء على أنه أحد أيام البيض التي أمرنا بصيامها وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، فإذا صام الإنسان أيام البيض في شعبان، فإنه كفي عنها في رجب وفي جمادى وفي ربيع وفي صفر وفي المحرم وفي ذي القعدة، ولكن كونه يخصص يوم النصف فقط، هذا لا يدل على أنه صامه من أيام البيض، بل يدل على أنه صامه؛ لأنه يوم النصف من شعبان، وهذا يحتاج إلى دليل، والحديث الوارد في هذا ضعيف، وعلى هذا فلا يسن للإنسان أن يخصص يوم النصف من شعبان للصيام، وأما ما ذكره من الاحتفال بأيام شعبان؛ لأن القبلة تحولت فيه هذا يحتاج أولاً إلى صحة النقل؛ لأن القبلة تحولت في شعبان، وعلى تفضيل صحة ذلك فإنه لا يجوز اتخاذ هذه الأيام عيداً يحتفل فيه، فإن هذه الأيام التي حولت فيها الكعبة قد مرت على النبي صلي الله عليه وسلم وعلى أصحابه، ومع هذا لم يكونوا يحتفلون بها، والواجب على المسلمين أن يتبعوا آثاراً من سلف الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وألا يغتروا بما يعمله الناس اليوم، فإن الناس كثيراً منهم خارج عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محدث، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: «كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة».