تفسير قوله تعالى : " وإن منكم إلا واردها .."
مدة الملف
حجم الملف :
872 KB
عدد الزيارات 2621

السؤال:

المستمعة نور من القصيم تقول: أسأل عن الآية الكريمة تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً۞ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً﴾، ما معنى هذه الآية الكريمة؟

الجواب:


الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ معنى هذه الآية: أن الله يقول ما منكم أحد إلا وارد من نار. وهذا الخبر كان حتماً على الله عزَّ وجلَّ مقضياً لابد منه، ولكن بعد هذا الورود ينقسم الناس إلى قسمين؛ قسم قد اتقى الله عزَّ وجلَّ وقام بما يلزمه من شرائع الله في الدنيا فينجيه الله عزَّ وجلَّ من النار، وقسم آخر ظالم لنفسه مضيع لحق الله عزَّ وجلَّ، فهذا يترك في النار جاثياً، واختلف العلماء في المقصود بالورود هنا؛ فمنهم من قال: إن المراد بالورود المرور على متن جهنم على الصراط الذي يوضع على متن النار، فيكردس من كان ظالماً في النار ويعذب بقدر ذنوبه، ثم يخرج، ومن كان متقياً فإنه ينجو ولا يكردس في النار، ومنهم من قال: إن الورود هو الوقوع في النار نفسها، وأن كل واحد يدخل النار، ولكن المتقين لا تضرهم النار شيئاً ولا يجدون شيئاً من عذابها.