هل تصح صلاته خلف الإمام إذا كان معه صبي في الصف؟
مدة الملف
حجم الملف :
1137 KB
عدد الزيارات 4400

السؤال:

بارك الله فيكم المستمع سوداني يقول: إذا صليت أنا وصبي خلف الإمام، وهذا الصبي لم يبلغ الحلم؛ يعني: نحن ثلاثة بالإمام فهل صلاتي صحيحة، وهل الصبي يكمل الصف، وهل وقوف الصبية في الصفوف الأمامية في الصلاة مقبول شرعاً، لقد قرأت حديثاً عن أبي موسى الأشعري في هذا المعنى وهو أن يصف الرجال ويليهم الصبيان ثم النساء؟

الجواب:


الشيخ: القول الراجح أن مصافة الصبي صحيحة؛ لأنه يجوز للإنسان أن يصف خلف الإمام، وليس معهم إلا صبي؛ لأنه ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قام يصلي بأنس بن مالك، فقام أنس بن مالك ومعهم يتيم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن كان هذا في صلاة النفل، ومن ثم اختلف العلماء رحمهم الله في جواز مصافة الصبي في صلاة الفرض، فمنهم من قال: إنه لا يجوز. ومنهم من قال: إنه جائز. وهذا هو القول الصحيح كما قلت سابقًا؛ لأنه من القواعد المفرقة المعروفة أن ما ثبت في النفل ثبت في الفرض، وما ثبت في الفرض ثبت في النفل إلا بدليل يدل على ذلك، ويدل على هذه القاعدة أن ما ثبت في النفل ثبت في الفرض إلا بدليل وما ثبت في الفرض ثبت في النفل بدليل أن الصحابة رضي الله عنهم حكوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي على راحلته حيث ما توجهت به أو يجرى على راحلته حيث ما توجهت به قالوا غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة لئلا يتوهم واهم أن الفريضة مثل النافلة في هذه الحال، وهذا يدل على أن الفريضة ما ثبت في النفل ثبت فيها إلا بدليل، فالقول الراجح أنه يجوز للصبي أن يكون مصافاً للبالغ سواء ذلك كان خلف الصف أو خلف الإمام، وأما تقدم الصبيان إلى الصف الأول أو ما يليه فإنه لا بأس به أيضاً، فإذا تقدموا إلى الصف الأول ولم يحصل منهم ما يشوش على المصلين فإنه لا يجوز إقامتهم من مكانهم؛ لأنهم سبقوا إلى هذا المكان، فهم أحق به، وأما قول من قال من أهل العلم: إنهم يصفون وحدهم وراء الصفوف، فإنه لا دليل عليه، بل في ذلك مفسدة لأن الصبيان إذا اجتمعوا في صف واحد حصل منهم تشويش على المصلين ولعبوا بالصلاة.