هل تحرم إزالة شعر البدن ؟
مدة الملف
حجم الملف :
1460 KB
عدد الزيارات 32937

السؤال:

فضيلة الشيخ ما قولكم في حلق المرأة لشعر اليدين والرجلين، علماً بأنني قبل الزواج كنت أحلق، وبعد زواجي: نهاني زوجي عن ذلك؛ لأن في ذلك تغييراً لخلق الله، وذكر لي حديثاً عن المصطفى صلى الله عليه وسلم: «لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتفلجات»، إلى آخر الحديث فهل لكم يا فضيلة الشيخ في توجيه هذا؟

الجواب:


الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، يجب أن نعلم أن إزالة الشعور على ثلاثة أقسام: القسم الأول: ما أمر به الشرع، وذلك كشعر العانة والإبطين والشارب، فإن من السنة حلق العانة ونتف الإبطين وحف الشارب، أو قصه، وهذا من الفطرة التي فطر الله الخلق عليها، وقد وقَّت فيه النبي صلى الله عليه وسلم ألا يترك فوق أربعين يوماً، ويضاف إلى ذلك الأظفار، فإنما السنة قصها، أو تقليمها، وألا تترك فوق أربعين يوماً. والقسم الثاني: شعر نهى الشرع عن إزالته، أو أمر بما ينافي الإزالة، وذلك كشعر اللحية فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإعفاء اللحية وإرخائها وتوفيرها، وقال: خالفوا المجوس، خالفوا المشركين، وهذا يقتضي أن يكون حلق اللحية حراماً، والقسم الثالث: ما سكت عنه الشرع، فلم يأمر بإزالته، ولم ينه عن إزالته، وذلك كشعر الصدر وشعر الرقبة وشعر الذراعين والساقين والبطن، فهذا إن كثر فلا بأس من تخفيفه، ولا حرج فيه؛ لأن في ذلك إزالة إلى ما يشوه المنظر، وأما إذا لم يكثر فإن الأولى عدم التعرض له؛ لأن الله سبحانه وتعالى لم يخلقه عبثاً، بل لا بد فيه من فائدة، وقال بعض العلماء: إن إزالته إما مكروهة وإما محرمة مستدلاً بقوله تعالى عن الشيطان:
 ﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾. ولكن لا يتبيَّن لي هذا الحكم؛ أي لا يتبيَّن لي أن إزالته مكروهة أو محرمة، بل إزالته من الأمور المباحة إلا أن تركه أفضل؛ خوفاً من الوقوع فيما يأمر به الشيطان من تغيير خلق الله.