حكم الذبح عند دخول رمضان وتسميتها بعشاء الموتى
مدة الملف
حجم الملف :
1432 KB
عدد الزيارات 2546

السؤال:

بارك الله فيكم هذا المستمع خير الله من الأردن يقول في سؤاله: لدينا عادة قديمة؛ وهي عندما يهل علينا شهر رمضان نقوم بذبح الذبائح ونسميها عشاء الموتى وندعو الأهل والأقارب والأصدقاء ما الحكم في هذا مأجورين؟

الجواب:


الشيخ: هذا بدعة ولو كان خيراً لسبقنا إليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل لو كان خيراً لدلَّنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما ترك خيراً إلا دلّ أمته عليه، وحثهم عليه، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن لا بأس أن يكثر الصدقة في شهر رمضان؛ كالطعام واللباس والدراهم والجاه والنفع البدني، وغير ذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يقع جبريل، فيدرسه القرآن بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود في الخير من الريح المرسلة، وأما الذبح في رمضان فإن قصد به التقرُّب إلى الله بالذبح، فهو بدعة بلا شك؛ لأن التقرب إلى الله بالذبح فإنما يكون في أيام الذبح في عيد الأضحى والأيام الثلاثة التي بعدها، أو في الهدي الذي يؤتى إلى مكة إلى الحرم، أو في العقيقة التي تذبح للمولود في اليوم السابع من ولادته، وما عدا ذلك فإنه لا يتقرَّب إلى الله بالذبح فيها، لكن لو أراد الإنسان أن يتصدَّق بلحم وذبح ذبيحة من أجل أن يتصدق بلحمها لا تقرباً إلى الله فيها، فإن هذا ليس من البدعة؛ لأن تفريق اللحم ليس بدعة، ولكن التقرُّب إلى الله بذبح لم يكن مشروعاً هو الذي من البدعة، وأما قول
السائل: إننا نسميها عشاء الموتى، فإننا نقول: إن الموتى لا يتعشون ولا يأكلون ولا يشربون ولا ينتفعون بهذا، إلا ما كان صدقة وقربة إلى الله، فإنه إذا تصدَّق عن الميت بما يقرَّب إلى الله ونواه إلى الميت نفعه على القول الراجح من أقوال أهل العلم، إن لم يكن في هذا إجماع في الصدقة، ولكن ماعدا ذلك ليس هذا من الأمور المطلوبة المشروعة للعبد أن يفعله بالنسبة إلى الموتى، فالدعاء للموتى أفضل من الصدقة لهم، وأفضل من الحج لهم، وأفضل من الصيام لهم، وأفضل من الصلاة لهم، وأفضل من التسبيح لهم، ودليل ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له». فلم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم العمل في هذا الحديث مع أن صياغة الحديث في الأعمال ولو كان الأمر من الأمور المشروعة؛ لبينه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، وعلى هذا فإننا نقول: أفضل ما تهدي للميت في رمضان وغيره أن تدعو الله له كما أرشد إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.