هل من السنة حال الركوع النظر إلى موضع السجود ؟
مدة الملف
حجم الملف :
1122 KB
عدد الزيارات 16025

السؤال:

في سؤالهم الأخير يقولون فيه: في حالة الركوع في الصلاة هل يكون النظر إلى موضع السجود؟ نرجو الإفادة في هذا.

الجواب:


الشيخ: النظر إلى موضع السجود هو قول أكثر أهل العلم، ومنهم مَن قال: ينظر المصلي إذا كان قائماً إلى تلقاء وجهه؛ إذا كان راكعاً ينظر إلى قدميه، وإذا كان جالساً ينظر إلى يده اليمنى، ولكن النظر إلى اليد اليمنى حين إشارة هو الذي جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنظر إلى موضع السجود هو الذي فسر به كثير من العلماء قول الله تعالى: 
﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ۞الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾. فقال: هم الذين ينظرون إلى موضع سجودهم وهذا أقرب الأقوال: إن الإنسان ينظر إلى موضع سجوده راكعاً وقائماً وإلى موضع إشارته في حال الجلوس، وقد قال بعض العلماء رحمهم الله: إن الإنسان إذا كان يصلي في المسجد الحرام فإنه ينظر إلى الكعبة، وعللوا ذلك بأن النظر إليها عبادة، ولكن هذا فيه نظر من وجهين؛ الوجه الأول: أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن النظر إلى الكعبة عبادة، ولا يدل على إثبات حكم شرعي إلا بدليل من الشارع، أو إلا بدليل عن الشارع. والثاني: أنه لو ثبت أن النظر لها عبادة، أنها عبادة مستقلة لا تتعلق بالصلاة، فالصلاة عبادة خاصة بها لا يمكن أن نلفت أن النظر إلى الكعبة عبادة كالصلاة إلا إذا ورد ذلك بخصوصه، ثم إن نظر المصلي إلى الكعبة وهو في المسجد الحرام يؤدي إلى انشغال قلبه؛ لأن الكعبة غالباً لا تخلو من الطائفين، ومن المعلوم أن حركة الطائفين وتنقلهم واختلاف أجناسهم وألوانهم يؤدي إلى انشغال القلب، فلهذا نرى أن النظر إلى الكعبة في الصلاة في المسجد الحرام ليس بمشروع، وأنه ينبغي للإنسان ألا ينظر إليها في حال صلاته؛ لأن ذلك لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام؛ ولأنه كما أشرنا إليه آنفاً يوجب أن ينشغل المصلي عن صلاته.