السؤال:
بارك الله فيكم، هذا المستمع فؤاد من جدة يقول: أسأل يا فضيلة الشيخ عن عدد الركعات التي بجب أن تؤدى قبل صلاة الفجر، ما بين أذان الفجر والإقامة، وهل هي سنة الفجر، أو تحية المسجد، إذا كان عددها ركعتين؟
الجواب:
لي ملاحظة على هذا السؤال وهو قوله: الركعات التي يجب أن تكون قبل صلاة الفجر. فليس هناك ركعات واجبة قبل صلاة الفجر؛ لأن ما قبل صلاة الفجر سنة راتبة؛ لكنها سنة راتبة هي أفضل الرواتب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ركعتي الفجر خير من الدنيا وما فيها». والسنة ألا يصلي الإنسان بين أذان الفجر وصلاة الفجر إلا هاتين الركعتين، والسنة أيضاً أن يخفف هاتين الركعتين كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخففهما، والسنة أيضاً أن يقرأ في الأولى: قل يا أيها الكافرون، وفي الثانية: قل هو الله أحد، أو يقرأ في الأولى: ﴿قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وإسحاق﴾ إلى آخر الآية التي هي في البقرة، وفي الركعة الثانية: ﴿قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقل اشهدوا بأنا مسلمون﴾، وألا يصلي سواهما إلا إذا أتي إلى المسجد قبل الإقامة؛ فإنه لا يجلس حتى يصلي ركعتين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين». ولكن إذا قدر أنه لم يصل السنة الراتبة في البيت، ثم حضر إلى المسجد قبل الإقامة، فماذا يصنع؟ هل يصلي ركعتين تحية المسجد، ثم يصلي ركعتين راتبة الفجر؟ أو يقتصر على ركعتين سنة المسجد، أو ركعتين راتبة الفجر؟ نقول: يصلي ركعتين بنية راتبة الفجر، وتجزئان عن تحية المسجد، وإن شاء وكان معه وقت صلى ركعتين تحية المسجد، ثم صلى ركعتين سنة الفجر، أما إذا صلى ركعتين تحية المسجد، ولم يصلِّ سنة الفجر فهذا خطأ؛ لأن سنة الفجر مؤكدة، حتى كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يدعها سفراً ولا حضراً, نعم.