السؤال:
بارك الله فيكم، أيضاً في من أسئلة هذا السؤال يا فضيلة الشيخ يقول: إذا تجشأ شخص في الصلاة في جانبي فإن رائحته تؤذيني فهل يحق لي أن أخرج من الصلاة؛ لأنني أشعر بالتقيؤ من ذلك؟
الجواب:
الشيخ: من المعلوم أن التجشأ في الغالب لا يستمر، يحصل مرة واحدة إلا أن يكون عند الإنسان مرض، فقد يتكرر، ويستمر، والمرة الواحدة لا أعتقد أنها تصل بالإنسان إلى حد التقيؤ، وعلى هذا فلا تخرج من الصلاة إلا إذا تكرر منه، فأردت، وتأذيت، فلا حرج عليك أن تنفصل من الصلاة، وتكون في جانب آخر من الصف، بعيداً عن هذا الرجل وهكذا لو صلى إلى جانبك رجل فيه رائحة كريهة، وعجزت أن تتحمل البقاء، فلك أن تنصرف، وتصلي في جانب آخر بعيد عنه، وبهذه المناسبة أود أن أقول: إن كل إنسان ذي رائحة كريهة تؤذي الناس لا يحل له أن يأتي إلى المسجد فيؤذى الناس، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «فيمن أكل بصلاً أو ثوماً لا يقربن مساجدنا»، وتعليله هذا بأن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، فإن هذا الحديث يدل على أن من فيه رائحة كريهة لا يقرب المسجد لا في وقت الصلاة ولا في غيرها؛ لأنه إن كان في وقت الصلاة فإن الملائكة وبني آدم يتأذون بذلك، وإن كان في غير وقت الصلاة فإن الملائكة تتأذى به، ومعلوم أن أذية المؤمنين حرام؛ لقول الله تعالى: ﴿والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً﴾ وكثير من الناس ولا أقول كثير من الناس بل بعض الناس يأكل البصل والثوم ويأتي ورائحته تشمها من بعيد، فيدخل المسجد، ويصلي مع الناس، ويؤذيهم أذية شديدة، وهذا حرام عليه، ولا يحل له، فإن قال قائل: هل تجيزون له أن يأكل البصل ونحوه من ذوي الرائحة الكريهة، إذا كان مباحاً في الشرع، مع أنه يستلزم ترك المسجد؟ فجوابنا على هذا أن نقول: إن أكله من أجل ترك المسجد، فهذا حرام عليه، وإن أكله لا لهذا الغرض ولكن لأنه يشتهيه أو لمنفعة فيه أو ما أشبه ذلك فلا حرج عليه أن يأكل، وإن أدى ذلك إلى ترك المسجد، ونظير ذلك؛ الرجل يسافر في رمضان وإن لم يكن مضطراً إلى السفر، ومع هذا فإنه يلزم من سفره أن يستبيح الفطر، فهل نقول: إن السفر حرام؛ لأنه يستبيح به الفطر لا، لا نقول هذا، بل نقول: سافر وأفطر، إلا إذا قصد بسفره الإفطار، فإنه في هذه الحال يحرم عليه الفطر، ولو سافر، بل قال أهل العلم: يحرم عليه الفطر والسفر معاً؛ لأن السفر؛ لغرض محرم، ومن كان لغرض محرم فهو حرام، نعم.
السؤال أيضاً يا فضيلة الشيخ؛ نقول: البعض من الناس يذهبون إلى المساجد بثياب غير لائقة لعل لكم تعليقاً من هذا أيضاً يا شيخ؟
الشيخ: والله كلمة غير لائقة ليس لها حد.
السؤال: ملابس النوم وكذا؟
الشيخ: ليس لها حد في الواقع، لأن بعض الناس يرى أنه لا يليق باللباس إلا أطيب اللباس، وبعض الناس لا يهتم، فلا ضابط لهذا، لكن إذا كانت الثياب تحمل رائحة كريهة، فعلى ما سبق، وإن كانت لا تحمل رائحة كريهة، فلا أظن أننا نمنع الإنسان من أن يأتي إلى المسجد، لكن إذا كان اللباس الذي خرج به مما ينفر منه الناس عادة؛ كملابس النوم، كما ذكرت هذا نقول له: لا تخرج ولا إلى السوق بهذا اللباس؛ لأنه يخالف المروءة نعم.