بلغ الخامسة عشرة ولم يصم إرضاءاً لوالده فماذا عليه ؟
مدة الملف
حجم الملف :
2002 KB
عدد الزيارات 1297

السؤال:

من المملكة بعث برسالة يقول فيها: إنه شاب تجاوز العشرين من العمر، وقبل مدة أي وأنا في الخامسة عشرة من عمري أردت أن أصوم، ولكن والدي قال لي: إنك لا تزال صغيراً على الصيام، أطعته في ذلك، ولم أصم تلك السنة، هل علي أثم في هذا؟ وهل يلزمني القضاء أم أن علي كفارة؟ والشيء نفسه حصل مع قريب لي عمره الآن في حوالي الأربعين ويسأل عن الأسئلة نفسها مأجورين؟

الجواب:


الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، خاتم النبيين، وإمام المتقين، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، الذي يظهر من السؤال أن هذا السائل لم يبلغ خمس عشرة سنة؛ أي لم يتمها، والبلوغ لا يحصل إلا في واحد من أمور ثلاثة؛ بالنسبة إلى الرجل فالأول تمام خمس عشرة سنة، والثاني إنبات العانة؛ وهو الشعر الخشن ينبت حول القبل، والثالث: إنزال المني بالشهوة يقظة أو مناماً، لكن ومن المعلوم أن النائم قد لا يشعر بالشهوة واللذة إنما يجد أثره بعد يقظته، فهذا السائل إذا لم يكن بلغ بإنبات العانة أو بإنزال المني بالشهوة، فإنه لا يلزمه صيام رمضان وهو لم يتم له خمس عشرة سنة، وبناء على ذلك فإنه لا يلزمه شيء، أما إن كان بالغاً بالإنبات، أو إنزال المني، أو تمام خمس عشرة سنة، فإن الواجب عليه قضاء صوم رمضان الذي تركه، وليس منع أبيه من الصيام حجة له ولا عذراً، وإنني بهذه المناسبة أود أن أوجه كلمة قصيرة لبعض الأولياء الذين يمنعون أولادهم من الصيام من ذكور أو إناث، يزعمون أن هذا شفقة عليهم ورحمة بهم، وهم في ذلك مخطئون ظالمون لأنفسهم، وظالمون لأولادهم الذين منعوهم من الصيام، أما ظلمهم لأنفسهم فإن هذا ليس من الرعاية الحسنة، فالرعاية الحسنة أن يأمروا أولادهم بطاعة الله، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر. وليس من الرعاية أن يمنعوهم من طاعة الله عز وجل، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يصوِّمون أولادهم، وهم صغار، حتى إن الواحد منهم من الأولاد؛ ليبكي، فيعطونه لعبة يتلهى بها إلى الغروب، بل إن بعض الآباء يمنع أيضاً ولده من الصلاة، يدعي أنه صغير، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن نأمر أولادنا، أو أبناءنا للصلاة لسبع، وأن نضربهم عليها لعشر، وإني أقول لهؤلاء الأولياء: إن رحمتك لأولادكم ومقتضى الشفقة الحقيقة أن تأمروهم بطاعة الله، وأن تراقبوهم فيها، وأن تعودوهم عليها، حتى يكونوا من الصالحين الذين تنتفعون بهم في حياتكم وبعد مماتكم، كما جاء في الحديث الصحيح: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له. والله الموفق، نعم.