السؤال:
بارك الله فيكم المستمع السوداني يقول: هل من الممكن أن أصلي فرضين بتيممٍ واحد مع العلم أن الفرضين في وقتٍ واحد أحدهما قضاء والآخر حاضر، وهل يمكن أن أصلي فرضاً وسنة بتيممٍ واحد فمثلاً صلاة العشاء مع الشفع والوتر نرجو بهذا إفادة؟
الجواب:
الشيخ: نعم يمكن أن تصلي فرضين بتيممٍ واحد، سواءٌ صليتهما في آنٍ واحد، أو صليت كل وقتٍ في وقته، ويمكن أن تصلي فريضة وراتبتها، أو فريضة وسنةً أخرى، ويمكن أن تتيمم لسنة وتصلي به فريضة؛ وذلك لأن التيمم بدلٌ عن طهارة الماء والبدل له حكم المبدل، والتيمم تحصل به الطهارة ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿وإن كنتم جنباً فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحدٌ منك الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءً فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا من وجوهكم وأيدكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم﴾ وهذا دليلٌ على أن التيمم مطهر، ولقول النبي عليه الصلاة والسلام: «جعلت لي الأرض مسجداً وطهورا». والطهور ما يتطهر به، وهو دليلٌ على أن التيمم مطهر وإذا كان مطهراً، فإن الإنسان إذا تيمم ثبتت في حقه الطهارة، وارتفع عنه الحديث، فيبقى على طهارته حتى يتجدد له حدثٌ آخر، وعلى هذا فلو تيممت لصلاة الفجر، ولم تحدث حتى حان وقت صلاة الظهر وصليت الظهر بتيمم الفجر كانت صلاتك صحيحة؛ لأن الطهارة باقية، ولو بقيت على طهارتك إلى صلاة العصر فصليت العصر أيضاً؛ فلا حرج عليك وصلاتك صحيحة، ولو بقيت إلى المغرب والعشاء وصليت المغرب والعشاء بالتيمم الذي كان لصلاة الفجر؛ فلا حرج عليك في ذلك؛ لأن طهارة التيمم لا تنتقض إلا بما تنتقض به طهارة الماء، وطهارة الماء لا تنتقض بخروج الوقت، وكذلك طهارة التيمم، إلا أن طهارة التيمم تنتقض بوجود الماء؛ فإذا وجدت الماء وجب عليك أن تتوضأ إذا وجبت الصلاة، وأن تغتسل من الجنابة إن كنت تيممت عنها في حال عدم وجود الماء، فتغتسل إذا وجدت الماء، وتصلي، ودليل ذلك ما رواه البخاري من حديث أبي سعيدٍ الطويل، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه فرأى رجلاً معتدلاً لم يصلِ في القوم، فسأله لماذا لم يصلِ معهم؟ قال يا رسول الله: أصابتني جنابةٌ، ولا ماء. قال: فعليك بالصعيد فإنه يكفيك، ثم أحضر الماء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه الرجل، وقال: خذ هذا أفرغه على نفسك. وهذا دليل على أنه متى وجد الإنسان الماء، ولو كان متيمماً وجب عليه أن يتطهر به سواء كان ذلك من الحدث الأصغر أو الأكبر، أما ما دام عادماً، فإن طهارة التراب تقوم مقام طهارة الماء من كل وجه.