حكم ترديد الأذكار بعد الصلاة خلف شخص
مدة الملف
حجم الملف :
2501 KB
عدد الزيارات 4414

السؤال:

بارك الله فيكم المستمع من السودان أيضاً يقول: هناك البعض من المسلمين في صلاة العشاء بعد انتهائهم من الفريضة يقوم واحد منهم، يقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ثم يقوم الجميع قبل التسبيح، ويأتون بالسنة والوتر، بعد ذلك يبدأ واحد منهم بالتسبيح وهم يرددون وراءه هل هذا العمل صحيح أم أنه بدعة؟ 

الجواب:


الشيخ: أي نعم هذا عملٌ مبتدع منكرا ،لم يكن عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا أصحابه، وإنما المشهور أن يسبح كل إنسانٍ بنفسه، فيقول بعد السلام: استغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك السلام تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام، ويذكر الله تعالى ثلاثاً يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، إلا في صلاتي المغرب والفجر فإنه يذكر الله عشر مرات؛ لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، ويذكر الأذكار الواردة في هذا، وهي على أربعة أوجه؛ فالوجه الأول: أن يقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ثلاثاً وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون. ويقول تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الوجه الثاني أن يقول: سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله حتى يكمل ثلاثاً وثلاثين، ثم يقول: الحمد لله، الحمد لله، حتى يكمل ثلاثاً وثلاثين، ثم يقول: الله أكبر الله أكبر أربعاً وثلاثين، فيكون الجميع مائة. الوجه الثالث: أن يقول: سبحان الله، سبحان الله عشر مرات، الحمد لله الحمد لله عشر مرات، الله أكبر الله أكبر عشر مرات الجميع ثلاثون. الوجه الرابع: أن يقول: سبحان الله، والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمسٌ وعشرون مرة فيكون الجميع مائة، فتارةً يقول هذا، وتارةٌ يقول هذا، ثم بعد هذا يصلي الراتبة إن أحب أن يصليها في المسجد، وإن أحب يصليها في البيت إن أراد، وهي أفضل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة» حتى وإن كان في المسجد الحرام أو المسجد النبوي، فإن الأفضل أن يصلي الراتبة في بيته؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الرواتب في بيته، مع أن الصلاة في مسجده خير من ألف صلاة فيما عداه إلا المسجد الحرام، بل يقول لأصحابه: أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة يكلمهم بذلك عندهم المسجد النبوي، وهو دليلٌ على أن صلاة النافلة في البيت أفضل، حتى وإن كنت في المسجد الحرام، أو في المسجد النبوي لما في الصلاة في البيت من المصالح الكثيرة، فمنها أي من الفضائل الكثيرة للصلاة في البيت؛ أن الإنسان يتبع الأفضل دونما يهواه، واتباع الإنسان ما هو أفضل مع دعاء نفسه إلى خلافه أعظم أجرا فكثيرٌ من الناس يهوى ويرغب أن يصلي في المسجد الحرام حتى الرواتب، أو أن يصلي في المسجد النبوي حتى الرواتب والنوافل تدعوه نفسه إلى ذلك دعاءً حثيثاً؛ فإذا ترك هذا إلى ما هو أفضل كان له في ذلك أجرا. ثانياً أن في الصلاة في البيت صلاة النوافل اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم. ثالثاً أن في الصلاة في البيت خيراً للبيت؛ لأن العبادة في مكان يكون فيها تأثير لهذا المكان؛ ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: لا تجعلوا بيوتكم قبورا؛ أي لا تخلوها من الصلاة، كما تخلى القبور من الصلاة. رابعاً أن العائلة والأولاد الصغار إذا رأوك تصلي ألفوا الصلاة، وأحبوها، وفهموها، وعلموها؛ وفيها أيضاً فضائل أخرى لا تحضرني الآن؛ لكن المهم أن الصلاة في البيت أفضل من الصلاة في المسجد في النوافل فقط، إلا إذا دل الدليل على أن النافلة في المسجد أفضل، فليتبع الدليل؛ كالقيام في رمضان مثلاً، فإن صلاتها في المساجد أفضل؛ لأن هذا هو هدي السلف الصالح، بل لأن هذا هو الذي جاءت به سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، فإن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه في المسجد جماعة ثلاث ليال في رمضان، ثم تركها خوفاً من أن تفرض على الناس، المهم أن الصلاة في البيت أفضل أعد السؤال.

السؤال: يقول: هناك البعض من المسلمين بعد صلاة العشاء بعد انتهائهم من صلاة الفريضة يقوم واحدٍ منهم بقوله: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ثم يقوم الجميع قبل التسبيح، ويأتون بالسنة والوتر، ثم يقوم بعد ذلك واحد منهم بالتسبيح وهم يرددون وراءه ذلك هل هذا صحيح؟

الشيخ: نعم بينت في أول الجواب أنه بدعة منكرة، وأن السنة أن يسبح كل إنسانٍ بنفسه دون أن يكون بصوتٍ جماعي، وقلت: إن الراتبة أفضل أن تكون في البيت؛ لأن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة، وكذلك أيضاً اجتماع كونهم يصلون الراتبة قبل أن يسبحوا هذا أيضاً ليس بصواب؛ لأن التسبيح تبعٌ لصلاة الفريضة؛ فلا ينبغي أن يفصل بينه وبين الفريضة بنافلة.