ما هو زواج التحليل وما حكمه ؟
مدة الملف
حجم الملف :
1776 KB
عدد الزيارات 8833

السؤال:

رسالة وصلت من أحد الاخوة المستمعين، المستمع هنا من المملكة الأردنية الهاشمية الزرقاء يقول في رسالته: ما رأي الشرع  في نظركم في زواج التحليل؟

الجواب:


الشيخ: أولاً: ينبغي أن نبين للسامعين ما هو زواج التحليل؟ زواج التحليل أن يعمد رجل إلى امرأة طلقها زوجها ثلاث تطليقات، أي طلقها ثم رجعها، ثم طلقها ثم رجعها، ثم طلقها الثالثة فهذه المرأة لا تحل لزوجها الذي طلقها أكثر من ثلاث تطليقات إلا إذا نكحها زوج آخر، نكاح رغبة وجامعها ثم فارقها بموت أو طلاق، فإنها تحل لزوجها الأول؛ لقول الله تعالى: ﴿الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾، فإن طقلها، أي الثالثة فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجاً غيره، ولا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله، فيعمد رجل من الناس إلى امرأة طلقها زوجها ثلاثة مرات فيتزوجها بنية أنه متى حللها للأول طلقها، أي متى جامعها طلقها حتى تعتد ثم ينكحها زوجها الأول، وهذا الطلاق طلاق فاسد، فقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم  المحلل والمحللة له، وسمى المحلل التيس المستعار؛ لأنه كالتيس يستعيره صاحب الغنم لمدة معينة ثم يرده إلى مالكه، هذا الرجل كأنه تيس طلب منه إضراب هذه المرأة ثم مغادرتها هذا هو نكاح التحليل، ويقع  على صورتين؛ الصورة الأولى: أن يشترط ذلك في العقد فيقال للزوج: نزوجك ابنتنا بشرط أن تجامعها ثم تطلقها. و الصورة الثانية: أن يقع بدون شرط ولكن بنية، و النية قد تكون من الزوج وقد تكون من الزوجة وأولياءها، فإذا كانت من الزوج فإن الزوج هو الذي بيده الفرقة فلا تحل له الزوجة في هذا العقد؛ لأنه لم ينوي به المقصود من النكاح وهو البقاء مع الزوجة والألفة والمودة وطلب العفة والأولاد وغير ذلك من مصالح النكاح، فتكون نيته مخالفة للمقصود الأساسي من النكاح فلا يكون النكاح صحيحاً في عقده. وأما نية المرأة أو أولياءها فهذا محل خلاف بين العلماء ولم يتحرر عندي الآن أي قول أصح وربما نحرره فيما بعد، ويأتي له دور أخر أو سؤال أخر إن شاء الله تعالى، والخلاصة: أن نكاح التحليل نكاح محرم، ونكاح لا يفيد إلا للزوج الأول؛ لأنه غير صحيح. نعم.