حكم السؤال بوجه الله
مدة الملف
حجم الملف :
1557 KB
عدد الزيارات 1959

السؤال:

على بركة الله نبدأ هذه الحلقة برسالة وصلت من مستمع للبرنامج، يقول: بعض الناس يا فضيلة الشيخ يلزمون الضيف بوجه الله مثل: عليك وجه الله أن تأخذ واجبك عندي إلى غير ذلك، ما حكم الشرع في نظركمفي مثل هذه الأقوال؟

الجواب:


الشيخ: الحمد لله رب العالمين. وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. الذي ينبغي للإنسان في معاملته لإخوانه أن لا يحرجهم فيما يريد أن يكرمهم به؛ فإن إكرام المرء حقيقة أن تيسر له الأمر وأن تمهله وأن لا تثقل عليه بالتلزيم أو بالإلزام، والمبالغة في الإكرام إهانة، وكم من إنسان حصل له في مثل هذه الحال أنه ألزم أو ألزم عليه في الشيء يفعله أو يدعه فيقع في حرج، وربما تضرر بموافقة صاحبه الذي ألزمه أو لزم عليه، ولهذا لا ينبغي للإنسان أن يحرج أخاه فيوقعه في الحرج في مثل هذه الأمور، بل يعرض عليه الأمر عرضاً، فإن وافق فذاك وإن لم يوافق فهو أدرى بنفسه وأعلم، وقد ذكر أهل العلم رحمهم الله أن  الرجل إذا علم أن المُهدي أو الواهب له قد أهداه أو وهبه شيئاً حياء وخجلاً لا مروءة وطمعاً فإنه يحرم عليه القبول هديته، فكذلك هذا الرجل الذي ألزم صاحبه أو لزم عليه قد يكون آثماً بإحراج أخيه، وشر من ذلك ما يقع من بعض الناس بطريقة التلزيم أو الإلزام، حيث يحلف بالطلاق فيقول: علي الطلاق أن تفعل كذا أو ألا تفعل كذا أو ما أشبه ذلك،  وحينئذ يقع في حرج في نفسه وإحراج لغيره، فقد يمتنع صاحبه عن موافقته فيقع هذا الذي حلف بالطلاق في حرج، وربما يفتى بما عليه جمهور أهل العلم من أن زوجته تطلق إذا تخلف الشرط، وربما تكون هذه الطلقة هي أخر ثلاثة تطليقات فتبين بها المرأة، والمهم أن الذي أنصح به إخواني المسلمين ألا يشقوا على غيرهم ويوقعوهم في الحرج، بل يعرضوا الإكرام عرضاً، فإن وفقوا فذاك وإن لا فليدع الإنسان في سعة، أما بالنسبة للسؤال بوجه الله عز وجل فإن وجه الله تعالى أعظم من أن يسأل به الإنسان شيئاً من الدنيا ويجعل سؤاله بوجه الله عز وجل كالوسيلة التي يتسول بها إلى حصول مقصودة من هذا الرجل الذي توسل إليه بذلك، فلا يقدمنّ أحد على مثل هذا السؤال، أي لا يقل: وجه الله عليك أو أسألك بوجه الله أو ما أشبه ذلك. نعم.