خيره صاحب العمل بين الفطر في رمضان أو ترك العمل فأفطر عشرة أيام فماذا يلزمه ؟
مدة الملف
حجم الملف :
1308 KB
عدد الزيارات 1041

السؤال:

يقول المستمع أيضاً: كنت أعمل في بمزرعة، وعندما جاء رمضان قال لي صاحبها: أنت مخير بين أمرين، إما أن تفطر وتستمر في عملك، وإما أن تترك العمل إذا لم تفطر، ولذلك أفطرت عشرة أيام من رمضان، ما حكم الشرع في نظركم في هذا، وهل يصح لي أن أعيد هذه الأيام؟

الجواب:


الشيخ: لا يجوز للإنسان أن يدع فرائض الله من أجل تهديد عباد الله، بل الواجب على الإنسان أن يقوم بالفرائض، ﴿ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب﴾. أرأيت لو قال لك: لا تصلِّ، فإن صليت فلا تعمل عندي، هل تطيعه في ذلك، لا شك أنك لا تطيعه، وهكذا جميع الفرائض التي فرضها الله عليك لا يحل لك أن تدعها بتهديد غيرك بمنع العمل إذا قمت بها، ونقول مرة ثانية لهذا الذي استأجر هذا العامل: إن الذي يليق بك وأنت رجل مسلم أن تعينه على طاعة الله من الصلاة والصيام وغيرها من العبادات التي يقوم بها هذا العامل مع وفائه بالعقد الذي بينك وبينه، فإنك إذا فعلت ذلك فقد أعنته على البر والتقوى، والمعين على البر والتقوى كالفاعل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من جهز غازياً فقد غزى، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزى». فأنت يا أخي، اتق الله تعالى في هؤلاء العمال ولا تحرمهم من فضل الله عز وجل الذي لا يمنع العمل ولا ينقصه، بل إن هذا قد يكون سبباً لبركة العمل، وأضيف إلى هذا أنه كثرت الشكاوى من العمال في مكفوليهم، حيث إن بعض الكفلاء نسأل الله لنا ولهم الهداية يؤذون المكفول ويماطلونه بحقه، ربما يبقى شهرين أو ثلاثة أو أربعة لم يسلمه حقهن بل ربما ينـكر ذلك أحياناً، جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام: «أنه الله تعالى قال: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة؛ رجل أعطى به ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه حقه». ثم ليتق الله في هؤلاء الفقراء المساكين الذين جاءوا يريدون لقمة العيش في هذه البلاد، فيماطلهم بحقهم شهرين ثلاثة أربعة أكثر من ذلك وهم في حاجة  وأهلوهم قد يكونون في ضرورة. نعم.