وقت الإمساك عن الطعام والإفطار
مدة الملف
حجم الملف :
1203 KB
عدد الزيارات 1394

السؤال:

المستمع أحمد من الرياض يقول: متى يبدأ وقت الإفطار، وأيضاً ومتى يمسك الصائم عن الأكل والشرب؟

الجواب:


الشيخ: نعم. أما الإمساك عن الأكل والشرب فقد قال الله تعالى: ﴿فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾، فإذا تبين الفجر في الأفق، والمراد به الفجر الصادق، وهو الذي يكون مستطيراً أي ممتداً من الشمال إلى الجنوب، إذا تبين وأتضح وجب الإمساك؛ لقوله تعالى: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾، فإذا كانت السماء صحواً وأنت ترى الأفق من الشرق ولم يتبين النهار فلك أن تأكل حتى يتبين. وأما الغروب فقد قال الله تعالى: ﴿ثم أتموا الصيام إلى الليل﴾، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه قال: «إذا أقبل الليل من هاهنا وأشار إلى المشرق وأدبر النهار من هاهنا وأشار إلى المغرب وغربت الشمس فقد أفطر الصائم »،فإذا شاهدت قرص الشمس قد غاب فقد حل لك الفطر، والأفضل المبادرة بالفطر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم  قال فيما يرويه عن ربه عز وجل: «أحب عبادي إليّ أعجلهم فطراً»، هذا إذا كان الإنسان يمكنه أن يشاهد الأفق عند طلوع الفجر وغروب الشمس، أما إذا كان لا يمكنه مشاهدة ذلك كما هو الغالب في أهل المدن والقرى فإنهم يقلدون من يثقون به من المؤذنين، فإذا أذن المؤذن وهو يقول: أنني لا أوذن إلا إذا طلع الفجر فليمسكوا، وإذا أذن المؤذن وهم يثقون به فليفطروا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم  «إن بلال يؤذن بليل فكلوا وأشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر»، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم  الإمساك معلقاً بسماع الأذان، وهذا فيمن لا يمكنه أن يشاهد الفجر بنفسه، أما من شاهد الفجر بنفسه فإنه يعتبر مشاهدته إياه، وكذلك من شاهد غروب الشمس وراءها غربت وغاب قرصها في الافق فله أن يفطر وإن لم يسمع أذان المؤذن.