الفرق بين المسكين والفقير
مدة الملف
حجم الملف :
1627 KB
عدد الزيارات 23819

السؤال:

من الكويت عثمان محجوب يقول: فضيلة الشيخ، ما الفرق بين المسكين والفقير، وهل تجب الزكاة لكل منهما، أقصد هل يستحقونها جميعاً؟

الجواب:


الشيخ: الفرق بين الفقير والمسكين إذا ذكرا جميعاً هو أن الفقير أشد حاجة من المسكين، لأن الفقير مأخوذ من الفقر وهو الخلو، ومن قولهم هذه أرض قفر أي ليس بها نبات، فالفقير هو الذي لا يجد شيئاً أو يجد من كفايته دون النصف، بل هو فوق ذلك لا يجد الكفاية التامة، ولكنه يجد النصف فأكثر. والمسكين مأخوذ من سكن يسكن، لأن هذا المسكين عنده شيء من الذل بسبب قلة ذات يده، فإذا ذكرا جميعاً كان هذا هو الفرق بينهما، أما إذا ذكر أحدهما دون الآخر فإن معناهما واحد، تقول مثلاً: تصدق على الفقراء، وتصدق على المساكين، ويكون المعنى واحداً، ويفسر هنا الفقير بأنه من لا يجد كفايته وكفاية عائلته لمدة سنة، والمسكين يفسر بذلك أيضاً، ولهذا نقول في هاتين الكلمتين وأمثالهما: إنهما كلمتان إذا اجتمعتا تفرقتا، وإذا تفرقتا اجتمعتا، ومثل ذلك الإسلام والإيمان، فإذا ذكرا جميعاً صار الإيمان ما في القلب، والإسلام ما في الجوارح، وإذا قيل: الإسلام عموماً دخل فيه أعمال الجوارح وأعمال القلوب، وكذلك إذا قيل: هذا مؤمن مثل قوله: ﴿تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ﴾ اشتمل على الإسلام والإيمان، ولهذا نظائر في اللغة العربية، إن الكلمتين تطلقان فيكون لهما معنى عند الانفراد ومعنى عند الاجتماع، وتقول: إن الصدقة هل تجب للمساكين؟ نقول: نعم، الصدقة ذكر الله تعالى أهلها في قوله: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾. فالفقراء والمساكين هم الذين يأخذونها لحاجتهم، والعاملون عليها هم الذين يأخذونها للحاجة إليهم، لأن العامل عليها هو الذي يتولى أخذها من الناس وتوزيعها في أهلها، والمؤلفة قلوبهم يأخذونها أما لحاجتهم أو للحاجة إليهم، فإن كان المقصود بذلك تقوية إيمانهم فهي لحاجتهم، وإن كان المقصود بذلك دفع شرهم كان من الحاجة إليهم، أي لأنهم محتاجون إلى دفع شرهم، وفي الرقاب يأخذونها لحاجتهم، والغارمين يأخذونها لحاجتهم أيضاً، وقد يكون للحاجة إليهم كما لو غرموا بإصلاح ذات البين، وفي سبيل الله لحاجتهم وللحاجة إليهم أيضاً، فإن الغازي يعطى من الزكاة يتقوى بها على الغزو، وهو في هذه الحال محتاج للمال، والناس محتاجون إليه لدفاعهم عن دينهم، وابن السبيل هو المسافر الذي انقطع به السفر، وهو يأخذ الزكاة لحاجته، هؤلاء هم أهل الزكاة الذين لا يجوز أن تخرج الزكاة لغيرهم كما فرضها الله عز وجل، ﴿فريضة من الله والله عليم حكيم﴾.