تقسيم البدعة إلى خمسة أقسام
مدة الملف
حجم الملف :
1404 KB
عدد الزيارات 3679

السؤال:

أثابكم الله يا شيخ محمد، المستمع أيضاً من أثيوبيا يقول: تقسيم العلماء الكبار للبدعة إلى خمسة أقسام، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: «كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار»، ما رأيكم في هذا يا فضيلة الشيخ؟

الجواب:


الشيخ: لا قول لأحد بعد قول الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بدين الله، وأنصح الخلق لعباد الله، وأفصح الخلق فيما يقول، وإذا ثبتت هذه الأمور الثلاثة التي بمقتضاه أن يكون كلامه الحق الذي لا يمكن أن يعارضه شيئ من كلام الناس، فإننا نقول: كل هذه التقاسيم التي قسمها أهل العلم مخالفة للنص، يجب أن تكون مطرحة، ويؤخذ بما دل عليه النص، وكل من قال عن البدعة: إنها حسنة، فإنها إما ألا تكون بدعة، لكنه لم يحددها، وإما أن لا تكون حسنة، لكنه ظنها حسنة، وإما أن تكون بدعة حقيقة وحسنة، فإن هذا لا يمكن أبداً، لأن هذا يقتضي تكذيب خبر النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: «كل بدعة ضلالة»، ومن المعلوم أن الضلالة ليست فيها حسن أبداً، بل كلها سوء، وكلها جهل، فمن ظن أن بدعة من البدع حسنة، فإنه لا يخلو من إحدى الحالين اللتين ذكرناهما آنفاً، وهما إما ألا تكون بدعة، وإما ألا تكون حسنة، وإلا فكل بدعة سيئة وضلالة، وليست بالحسنة، فإن قلت: ما الجواب عن قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جمع الناس في قيام رمضان على أبي بن كعب وعلى تميم الداري، وأمرهم أن يصلوا بالناس إحدى عشرة ركعة، ثم خرج والناس يصلون، فقال: ما في البدعةهذه؟ فسماها عمر بدعة وأثنى عليها، بقوله: نعمت البدعة، فالجواب أن عمر لم يسمها بدعة، لأنها بدعة محدثة في دين الله، ولكنها مجددة، فسماها بدعة باعتبار تجديدها فقط، وإلا فإنها ثابتة بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في الناس ثلاث ليال في رمضان، ثم تأخر عليه الصلاة والسلام في الليلة الرابعة، وقال: «إني خشيت أن تفرض عليكم». ومعنى هذا بمقتضى هذا أنها سنة، لكن تأخر النبي صلى الله عليه وسلم عن ملازمتها لئلا تفرض على الناس فيهتدوا بها، وبهذا يتبين أن قيام الناس في رمضان جماعة في المساجد من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ومن سنته، وليس من بدع عمر بن الخطاب كما يظن ألا يفهم خطأ.