التسبيح والصلاة على النبي يوم الجمعة استدلالا بقوله تعالى: " إن الله وملائكته يصلون على النبي.."
مدة الملف
حجم الملف :
1385 KB
عدد الزيارات 1315

السؤال:

بارك الله فيكم، المستمع عبد الرحمن إبراهيم أحمد من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، يقول: في يوم الجمعة عندنا يقوم بعض الناس بالتسبيح، ويقولون: الصلاة وألف سلام يا سيدي يا رسول الله، ويستدلون بهذا بقوله تعالى: ﴿إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً﴾ إلخ الآية، فكيف نرد على مثل هؤلاء؟

الجواب:


نقول لهؤلاء: ما ذكرتم من الآية ﴿إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً﴾ دليل عليكم، وليس دليلاً لكم، لأن الله عز وجل أمر بالصلاة والسلام على نبيه كل وقت، ولم يخص ذلك بيوم الجمعة، وأنتم جعلتم هذا في يوم الجمعة فقط، ثم إن الله عز وجل لم يأمر بأن نصلي ونسلم عليه مجتمعين، وأنتم جعلتم الصلاة والسلام عليه مجتمعين، فخالفتم الآية حيث خصصتموها بيوم معين وبصفة معينة، والواجب علينا أن نطلق ما أطلقه الله، وأن نقيد ما قيده الله، وألا نتجاوز ما جاءت به نصوص الكتاب والسنة.

ونصيحتي لهؤلاء الإخوة أن يتقيدوا ما جاء به الشرع من العبادات كمية وكيفية ونوعاً ووقتاً ومكاناً، لأن من شرط صحة العبادة وقبولها أن تضمن أمرين، الأمر الأول: الإخلاص لله عز وجل. والأمر الثاني: المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. دليل الأمر الأول قوله تعالى: ﴿فادعوا الله مخلصين له الدين﴾، وقوله: ﴿وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء﴾، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى»، ودليل الثاني قوله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا فهو رد»، أو «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد». ولا تتحقق المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم إلا أن تكون العبادة موافقة للشرع في أمور ستة، في سببها، وجنسها، وقدرها، وكيفيتها، وزمانها، ومكانها، فإذا خالف الشرع في هذه الأمور الستة لم تتحقق فيها المتابعة، وكانت باطلة.