السؤال:
في هذه الحلقة يسرنا أن نستعرض بعضاً من أسئلة المستمعة التي استعرضنا بعضاً من رسالتها في حلقة ماضية، تقول في رسالتها: هل يمكن صيام السنة، مثل: يوم عرفة، وعاشوراء، قبل أن أكمل ما علي من قضاء أيام أفطرتها في رمضان، كما تعلمون عن حواء، أفيدونا أفادكم الله؟
الجواب:
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، صيام التطوع صيام نفل، ليس واجباً على المرء، ولا متعلقاً بذمته، وقضاء رمضان أو صيامك الكفارة الواجبة صوم واجب، يتعلق بذمة الصيام، لا تبرأ ذمته إلا بفعله، وإن كان كذلك فإنه من المعلوم أن تقديم الواجب أهم، وأن من ذهب يتطوع بالصوم مع بقاء الواجب في ذمته فقد خالف ما ينبغي له من العبادة، ولهذا ذهب كثير من أهل العلم أنه إذا صام تطوعاً مع بقاء الواجب عليه خلاف رمضان فإن صومه لا يصح، والذين قالوا بصحة صومه يرون أن الأفضل أن يبدأ بالواجب لأنه أهم، ولأن الذمة مشغولة بها حتى يفعلها، فإن كان يريد خيراً فليبدأ بالواجب عليه قبل التطوع، هذا بالنسبة للتطوع المطلق، أو التطوع المقيد بيوم معين كيوم عرفة ويوم عاشوراء، فأما التطوع التابع لرمضان كصيام ستة أيام من شوال فإنها لا تنفع حتى ينتهي من رمضان كله، أي: لا يحصل له صيام ستة أيام شوال حتى يصوم رمضان كله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان، ثم أتبعه بستة من شوال». فمعلوم أن من كان عليه قضاء من رمضان لا يقال عنه: إنه صام رمضان، فلو أن أحداً من الناس كان عليه عشرة أيام من رمضان قضاء، فلما أفطر الناس يوم العيد شرع في صيام الستة، فصام ستة أيام من شوال، ثم قضى العشرة بعد ذلك، فإننا نقول له: إنك لا تنال ثواب صيام ستة أيام من شوال في هذه الأيام التي صمتها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم اشترط في صيامها أن يكون بعد صيام رمضان، بل لأن النبي صلى الله عليه وسلم اشترط على الثواب المرتب على صيامها أن يكون صيامها بعد رمضان، لأنه قال: «من صام رمضان، ثم أتبعه بستة من شوال»، وبناء على ذلك فإننا نقول: من صام ستة أيام من شوال قبل أن يقضي ما عليه من صيام رمضان، فإنه لا ينال ثوابها.