يذكرون الله قياماً مع رفع الصوت ليلة الإثنين والجمعة فما حكم فعلهم ؟
مدة الملف
حجم الملف :
1379 KB
عدد الزيارات 1286

السؤال:

من أحد الإخوة المستمعين، سليمان من قرية المقروبة بجمهورية مصر العربية، يقول: في قريتنا البعض من الناس يذكرون الله بصوت مرتفع وهم وقوف، ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم، ويفعلون ذلك في ليلة الاثنين والجمعة، نصحتهم بذلك وقلت لهم: إن ذلك بدعة في الدين، سخروا مني، وقالوا لي: إننا على صواب، وأنت الذي على خطأ، وإني رفضت هذا الكلام، ولا أبالي، الرجاء من فضيلتكم النصح لمثل هؤلاء؟

الجواب:


الشيخ: إن نصيحتنا لمثل هؤلاء أن يتقوا الله عز وجل في أنفسهم، وأن يعرفوا قدر أنفسهم، وأن يعلموا أنه لا يحل لهم أن يتقدموا بين يدي الله ورسوله، وأنه ليس لهم الحق أن يشرعوا في دين الله ما ليس منه، فالدين دين الله عز وجل، وهو الذي يشرع لعباده ما تقتضيه حكمته مما فيه مصلحتهم في الحاضر والمستقبل، وهم يعلمون- شاءوا أم أبوا- أن الدين دين الله، وأن الشرع شرعه، ولكني أريد منهم أن يطبقوا هذا العلم بحيث لا يتجاوزن ما شرع الله فيتعبدون له بما لم يشرعه، وليعلم هؤلاء بأن كل عمل قولي أو فعلي أو عقدي يقومون به تقرباً إلى الله عز وجل فإنه لا يزيدهم من الله إلا بعداً إذا لم يكن مشروعاً بكتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبة الجمعة: «أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار». فأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث الذي يعلنه في خطبه الجمعة بأن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، فمن خالف هديه فهو شر، وأخبرنا بأن كل بدعة في دين الله ضلالة، وأن كل ضلالة في النار، فليعلم هؤلاء أن هذا العمل عناء وعقاب، عناء في الدنيا ومشقة وتعب ونصب، وعقاب يوم القيامة، ولا أخص هؤلاء بما ابتدعوه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على الكيفية التي ذكرها السائل، ولكني أتكلم عن بدعتهم هذه وعن جميع ما ابتدع في دين الله تعالى من عقيدة أو قول أو عمل، فعلى المرء أن يكون عبداً لله عز وجل بمعنى هذه العبودية، فلا يتقدم بين يديه، ولا يدخل في دين الله ما لم يشرعه.