معنى قوله تعالى : " ثمانية أزواج من الضأن "
مدة الملف
حجم الملف :
1537 KB
عدد الزيارات 1563

السؤال:

أثابكم الله يا شيخ محمد، المستمع عبد العزيز الحاج الخرطوم، السودان، يقول: ما معنى قوله تعالى: ﴿ثمانية أزواج من الضأن﴾؟

الجواب:


الشيخ: هذه الآية وما بعدها يبين الله تعالى فيها أسماء الأنعام، يبين سبحانه وتعالى أنها ثمانية أصناف، ذكر وأنثى من الضأن، وذكر وأنثى من المعز، وذكر وأنثى من الإبل، وذكر وأنثى من البقر، ثم يقول عز وجل: ﴿قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْن﴾، ويدل ذلك على المشركين الذين حرموا من هذه الأصناف ما شاءوا، وأباحوا ما شاءوا، فقالوا: ﴿ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا﴾ وإن يكن ذلك كائناً، فهم فيه شركاء، وتشير الآية الكريمة إلى أنه لا يحل لأحد أن يحلل أو يحرم شيئاً إلا بإذن الله عز وجل، فإن التحليل والتحريم والإيجاب والاستحباب كله إلى الله عز وجل، ليس لأحد أن يتقدم فيه بين يدي الله ورسوله، ﴿ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب﴾، وبهذه المناسبة أود أن أذكر المستمع بقاعدتين هامتين دل عليهما كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأجمع المسلمون عليهما، القاعدة الأولى: أن الأصل في العبادات الحظر والمنع حتى يقوم دليل على المشروعية. والقاعدة الثانية: أن الأصل فيما سوى ذلك الحل والإباحة حتى يقوم دليل على المنع. دليل مباعدة الأولى ﴿أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله﴾، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رد»، وفي لفظ: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»، ودليل الثانية قوله تعالى: ﴿هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً﴾، وقوله تعالى: ﴿الذي سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه﴾، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم فلا تبحثوا عنها». وقال صلى الله عليه وسلم: «ما سكت عنه فهو عفوه». وعلى هذا فكل من تعبد لله تعالى بشيء من الأقوال، أي: العقائد، ولم يكن له دليل من كتاب أو سنة، فإنه تعبده هذا مردود عليه، بل هو آثم به، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار»، وكل من حرم شيئاً سوى العبادات، فإننا نقول له: هات الدليل على ما قلت، وإلا فقد قلت ما ليس لك به علم.