الدليل على وجوب قضاء ما فات من الصلوات
مدة الملف
حجم الملف :
1429 KB
عدد الزيارات 1515

السؤال:

أولى رسائل هذه الحلقة وصلت من أحد الإخوة المستمعين للبرنامج، يقول في سؤاله: لقد تناقشت أنا وأحد الأئمة في مسجد قريب منا حول قضاء الصلوات، وهو ما يعرف بقضاء الفوائت، ولقد أكد لي هذا الشيخ أنه لا وجه للدلالة على وجود ما سبق ذكره- قضاء الفوائت- وأكد لي ذلك بطلبه مني دليلاً على ما تناقشنا حوله من الكتاب والسنة، لم أجبه لذلك، فما هو رأي الشرع في نظركم يا شيخ محمد، مرفقاً بالدليل أثابكم الله، وجزاكم الله عنا خير الجزاء؟

الجواب:


الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، هذا السائل لم يفصح بما حصل بينه وبين صاحبه من النقاش، ولكن يبدو لي أنه، أي: النقاش الذي دار بينهما حول وجوب قضاء ما فات من الصلوات، فإن كان الأمر هكذا، فإن وجوب قضاء ما فات من الصلوات قد دل عليه صحيح السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال: «من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها»، لا كفارة لها إلا ذلك، وتلا قوله تعالى: ﴿وأقم الصلاة لذكري﴾، وتلاوة النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية استشهاداً بها واستدلالاًَ على حكم المسألة يدل على أن ذلك، أعني: قضاء الفوائت، ثابت بالكتاب والسنة، وكما أنه ثابت بالكتاب والسنة فهو مقتضى النظر الصحيح، لأنك إذا لم تصلّ بقيت الصلاة دائماً في ذمتك، والدين يجب قضاؤه كما في صيام رمضان، إذا تركه الإنسان لعذر من مرض أو سفر، فإنه يلزمه قضاؤه عدة من أيام أخر، وليعلم أن هذا الحكم، أعني: قضاء ما فات من الصلوات، فيمن لم يصلها لعذر من نسيان أو نوم أو نحوهما، وأما من تعمد وقت الصلاة حتى خرج وقتها، فإن القول الصحيح: إنه لا يلزمه القضاء، لا تسهيل عليه، ولكن لأنه لم يأت بها على الشرط الذي شرطه الله عز وجل في قوله: ﴿إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا﴾، فقد أخرها عن وقتها بلا عذر، فإذا صلاها بعده، كان قد صلاها على غير أمر الله ورسوله، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا، فهو رد»، ولكن على من أخر الصلاة عن وقتها، متعمداً أن يتوب إلى الله عز وجل، ويصلح عمله، فإذا تاب إلى الله، وأصلح العمل، فإن الله تعالى يحب التوابين، ويحب المتطهرين، ويتوب على من تاب.