هل يجوز لها أن تكتب ثروتها باسم أولادها وتحرم زوجها ؟
مدة الملف
حجم الملف :
2006 KB
عدد الزيارات 1175

السؤال:

هذه رسالة وصلت من المستمعة اعتدال، تقول في رسالتها: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

السؤال:

تقول: أنا سيدة مصرية، ومتزوجة منذ ثلاثين سنة، وما زلت مع زوجي، ولي منه بنت وولد، والولد سيتزوج إن شاء الله، ولي منزل ثلاثة أدوار بست شقق، وأنا سيدة مؤمنة بالله، لم أترك الصلاة فرضاً واحداً، وأعبد الله بجميع ما أمرني الله به من عبادة، ولي موضوع أرجو أن تفيدوني فيه، أريد أن أكتب المنزل لابنتي وابني، وأحرم زوجي من الميراث، فسألت بعض الناس، فمنهم من قال: ربما تموتين قبل زوجك، فسيرث، ويمكن سيتزوج من بعدي، والتي سوف يتزوجها سترث فيه، وستأخذ الحصة التي كان أولادك سيأخذونها. والبعض قال: حرام، بعد وفاتك سيطرد من المنزل، والذي سيتسبب في طرده الغرباء، وهو زوج ابنتك، وزوجة ابنك، أرجو الإفادة بارك الله فيكم؟

الجواب:


الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، لي ملاحظات على ما جاء في سؤال هذه المرأة، منها أنها قالت: أنا سيدة، وكررت هذا مرتين، وكلمة سيدة أصبحت الآن وصفاً عاماً لكل امرأة، حتى وإن كانت لا تستحق من السيادة شيئاً، وأصبحت عرفاً مرادفة لكلمة امرأة، وهذا فيما أظن متلقن من غير المسلمين، لأن عبارات المسلمين التي أخذت من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لم يكن فيها التعبير عن المرأة بسيدة، وإنما حدث هذا أخيراً، فالذي أرى أن تسمى المرأة بالمرأة، أو بالأنثى، أو بالفتاة، أو بالعجوز إذا كانت كبيرة، وما أشبه ذلك، وأما أن ينقل لفظ السيدة الدال على السؤدد والشرف والوجاهة فيسمى به كل امرأة، فإنه أمر لا ينبغي، ومن الملاحظات أنها وصفت نفسها بوصف يدل على التزكية، حيث قالت: إنها امرأة تطيع الله في كل ما أمر به، وإن الله عز وجل يقول: ﴿فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾، وأما الجواب عن سؤالها وهي أنها تريد أن تكتب لأولادها دون زوجها، فإن كان هذا الكتاب وصية، أي: أنها تريد أن توصي بهذا المنزل لأولادها بعد موتها، فإن ذلك حرام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا وصية لوارث». وفرض الله سبحانه وتعالى المواريث، وقال: ﴿وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا﴾، وقال: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾، وإذا أوصى شخص لأحد ورثته بزائد على ميراثه فقد تعدى حدود الله، أما إذا كتبت المنزل لأولادها في حياتها، بأن وهبته لهم في حياتها دون زوجها، فإن هذا لا بأس به إذا كانت هي صحيحة غير مريضة مرض الموت المخوف، فإن هبتها لأولادها منزلها دون زوجها هبة صحيحة.