السؤال:
المستمع من جمهورية اليمن الشمالية، يقول: عندنا في اليمن مسجد يسمى مسجد معاذ بن جبل، المشهور بمسجد الجند، ويأتي الناس لزيارته للجمعة من شهر رجب كل سنة، رجالاً ونساء، هل هذا مسنون، وما نصيحتكم لهؤلاء يا فضيلة الشيخ؟
الجواب:
الشيخ: هذا غير مسنون؛ أولاً: لأنه لم يثبت أن معاذ بن جبل رضي الله عنه حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن اختط مسجداً له هناك، وإذا وجد مثل ذلك، فإن دعوى أن هذا المسجد له دعوى بغير بينة، وكل دعوى بغير بينة فإنها غير مقبولة. ثانياً: ليس لك أن معاذ بن جبل رضي الله عنه اختط مسجداً هناك فإنه لا يشرع إتيانه وشد الرحال إليه، لا تشد الرحال إلى المساجد، غير المساجد الثلاثة قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى». ثالثاً: أن تخصيص هذا العمل من شهر رجب بدعة أيضاً، لأن شهر رجب لم يخص بشيء من العبادات، لا بصوم، ولا بصلاة، وإنما حكمه حكم الأشهر الحرم الأخرى، والأشهر الحرم هي رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، هذه الأشهر الحرم التي قال الله عنها في كتابه: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾، وإن لم يثبت أن شهر رجب خص من بينها بشيء، لا بصيام، ولا بقيام، فإذا خص الإنسان هذا الشهر بشيء من العبادات من غير أن يثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، كان مبتدعاً، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة». فنصيحتي لإخوتي هؤلاء الذين يقومون بهذا العمل بالحضور الذي يزعم أنه مسجد معاذ بن جبل ألا يتعبوا أنفسهم، ويتلفوا أموالهم في هذا الأمر الذي لا يزيدهم من الله إلا بعداً، ونصيحتي لهم أنه ما ثبتت مشروعيته في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا كاف للمؤمن.