بناء المساجد في البلد مع عدم الحاجة إليها
مدة الملف
حجم الملف :
1948 KB
عدد الزيارات 2518

السؤال:

أيضاً يسأل فائز م. أ. من الكويت، يقول في سؤاله: بعض الإخوة الذين لديهم أموال يبنون مساجد ضخمة في بلادهم، وتكلف الكثير من الآلاف، وقد يكون في منطقة فيها مساجد كثيرة، في حين أن الكثير من البلاد الإسلامية بحاجة إلى بناء مساجد، وقد يبنى بهذا المسجد الضخم عشرات المساجد في البلاد الإسلامية، إلا أنهم حسب ما أعتقد أنهم يفضلون البناء في بلادهم على غيرها، هل هذا من الإسلام، وهل من نصيحة لهم يا فضيلة الشيخ؟

الجواب:


الشيخ: بناء المساجد من أفضل ما تبذل فيه الأموال، لأن المساجد بيوت الله عز وجل، أذن الله أن ترفع، ويذكر فيها اسمه، هذا محل عبادته، وإقامة الصلاة، وتعليم العلم، ولهذا ثبت في الحديث الصحيح، حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه، أن «من بنى لله مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة». وإنفاق الأموال فيها من أفضل الأعمال، وأجره دائم مستمر ليلاً ونهاراً، ما دام المسلمون ينتفعون بها، وهذا أفضل من كثير من الوصايا التي يوصي أهلها بها في الأضاحي ونحوها، لأن الأضاحي إنما يكون في وقت مخصوص معين، وهو أيضاً مقصور على أهل الميت ونفر قليل ينتفعون به، بخلاف بناء المساجد، فإنه أعم نفعاً، وأشمل وأكثر وأبعد عما يحصل من الإنسان بين القرابات بسبب هذه الوقوف التي تجعل في الأضاحي وشبهها، ولهذا نحن ننصح دائماً من يستشيرنا في وصاياه أن يجعلها في مساجد ونحوها مما لا علاقة له بين القرابات، حتى يحصل بينهم النزاع والعداوة بسبب هذا الشيئ الضعيف، وإذا كانت المساجد مما يتقرب بها إلى الله، فإنه كلما كانت أنفع وأوسع شمولاً، كانت أفضل، والقوم الذين كانوا يبنون المساجد ويشيدونها تشييداً كثيراً، ينفقون عليها الأموال الطائلة، وربما تكون الأحياء في غير حاجة إليها، ويدعون أماكن المسلمين في حاجة إلى هذه المساجد، هم على نيتهم، ولا نتكلم عنهم في نياتهم، ولكننا نقول: إن الأفضل ألا يبالغوا في تشييد هذه المساجد، حتى يخرجوا بها إلى الترف والبطر والمباهاة، لأن هذا خلاف السنة، وكلما كان المسجد أقل بساطة، كان أدعى للخشوع مما هو مجرب، ونقول أيضاً: إذا كانت الأحياء في غير حاجة إلى المسجد، فإن بناء المسجد يكون ضراراً، يتفرق به المسلمون، وقد ذكر أهل العلم أن المسجد إذا كان يضر بقربه، أي: يضر بمسجد بقربه، فإنه يعتبر مسجد ضرار، ويجب هدمه، ونقول أيضاً كما ذكر
السائل: إن في بلاد المسلمين- ولا سيما الفقيرة منها- أماكن محتاجة إلى بناء المساجد، وربما يبنى بنفقة هذا المسجد عدة مساجد تنفع المسلمين، وما دام الرجل يريد أن يبني من المساجد في بلده لوجه الله، فإنه كلما كانت المساجد أنفع في أي بلاد من بلاد المسلمين، كان بناؤها أولى وأحسن.