صفة التلبية والمواطن التي تستحب فيها
مدة الملف
حجم الملف :
1077 KB
عدد الزيارات 4191

السؤال:

شكر الله لكم، هذه رسالة المستمع أحمد ن. ن.  مصري، يقول في رسالته: ما صفة التلبية، وهل هي تستحب على كل حال أم أن لها مواطن تستحب فيها، وما القول الراجح في وقتها؟

الجواب:


الشيخ: صفة التلبية أن يقول الإنسان: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك. ومعنى قول الإنسان: لبيك، أي: إجابة لك يا رب، لإرادة التكرار، وليس المعنى أن الإنسان يجيب ربه مرتين فحسب، بل المعنى أنه يجيبه مرة بعد أخرى، فالتثنية هنا مراد بها مجرد التكرار والتعدد، فمعناها إجابة الإنسان ربه، وإقامته على طاعته، ثم إنه بعد هذه الإجابة يقول: إن الحمد والنعمة لك والملك، الحمد هو وصف المحمود بالكمال، فإذا كرر صار ثناء، والنعمة هي ما يتفضل الله به على عباده من حصول المطلوب، ودفع المكروه، فالله سبحانه وتعالى وحده هو المنعم، كما قال الله تعالى: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ﴾، وقوله: والملك، يعني: والملك لك، الله تبارك وتعالى هو المالك وحده، كما يدل على هذا قوله تعالى: ﴿ولله ملك السماوات والأرض﴾، وقوله: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ﴾، وقوله: لا شريك، أي: لا أحد يشاركك بما يختص بالله عز وجل من صفاته الكاملة، بما في ذلك انفراده بالملك والخلق والتدبير والألوهية، هذا موجز لمعنى التلبية التي يلبي بها كل مؤمن، وهي مشروعة من ابتداء ارتداء الإحرام إلى رمي جمرة العقبة في الحج، وفي العمرة من ابتداء الإحرام إلى الشروع في الطواف.