هل وردت أدعية تقال عند السحور وعند الإفطار ؟
مدة الملف
حجم الملف :
1492 KB
عدد الزيارات 4018

السؤال:

هذه رسالة من المستمع علي أ. م. من الرياض، المملكة العربية السعودية، يقول في رسالته: هل ورد أدعية مخصصة عن الرسول صلى  الله عليه وسلم عند الإفطار، وعند السحور؟

الجواب:


الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما عند السحور، فلا أعلم في ذلك أدعية خاصة، لكن هناك أدعية عامة عند الأكل والشرب في جميع الأحوال، مثل: التسمية عند الأكل أو الشرب، ومثل: الحمد إذا فرغ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن أبي سلمة، وهو ربيبه: «يا غلام، سمِّ اللهَ، وكل بيمينك، وكل مما يليك». وأخبر عليه الصلاة والسلام أن الله تعالى يرضى عن العبد، يأكل الأكلة، فيحمد الله عليها، ويشرب الشربة، فيحمده عليها، وأما ما يفعله بعض العامة عند انتهائه من السحور، فيقول: اللهم إني نويت الصيام إلى الليل، فإن هذا من البدع، لأن التكلم بالنية في جميع العبادات بدعة، لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال، أو أنه كان يقول عند فعل العبادة: نويت أن أفعل كذا وكذا، ولم يكن يقول عند الوضوء: نويت أن أتوضأ، ولا عند الصلاة: نويت أن أصلي، ولا عند الصوم: نويت أن أصوم، وذلك لأن النية محلها القلب، لأنها قصد الشيء عازماًَ عليه، والله عز وجل عالمٌ بما يكون في قلب العبد، كما قال الله تعالى: ﴿ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى الملتقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد﴾ وأما الدعاء عند الفطر، فقد وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أحاديث، منها: «ذهب الظمأُ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله ». وإن دعا الإنسان بشيء آخر عند فطره بما يحب من سؤال المغفرة والرحمة والقبول وغير ذلك فهو حسن، لأن دعوة الصائم عند فطره حرية بالإجابة إن شاء الله.

السؤال:

وقولهم: اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت. هل ورد عنه الحديث؟

الشيخ: هذا ورد أيضاً، لكنه أُعِلّ بالإرسال، لأنه عن أحد التابعين، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو معن بن زهرة، وهو تابعي، فالحديث مرسل، وعند علماء الحديث أنه إذا كان الحديث مرسلاً، يعني رفعه التابعي، أو الصحابي الذي لم يسمع عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه يكون منقطعاً، فلا يحكم بصحته حتى يعلم من الواسطة بين هذا الرجل وبين النبي صلى الله عليه وسلم.