هل للجن تأثير حقيقي على الإنس وكيف الخلاص منهم ؟
مدة الملف
حجم الملف :
1456 KB
عدد الزيارات 6375

السؤال:

بارك الله فيكم. هذه الرسالة من السائلة الزهراء ع.م.ن من البيضاء من الجماهيرية العربية الليبية تقول في السؤال الأول: هل للجن تأثير حقيقة على الإنسان كما نسمع من تسلط بعض ذكور الجن على إناث الإنس وتسلط بعض إناث الجن على رجال من الإنس، وكيف التخلص من هذا إن كان هذا وارداً؟ وبأي الطرق يمكن معالجة من به مثل هذه الحالة دون الرجوع إلى وسائل محرمة ومخالفة للتوحيد؟

الجواب:


الشيخ: لا شك أن الجن لهم تأثير على الأنس بالأذية التي قد تصل إلى القتل، وربما يرمونه بالحجارة، وربما يبنونه بالإيحاش؛ أي يروعونه، إلى غير ذلك من الأشياء التي ثبتت بها السنة ودل عليها الواقع، وقد ثبت أن الرسول عليه الصلاة والسلام أذن لبعض أصحابه أن يرجع إلى أهله، وكان شاباً حديث عهد بعرس، فلما وصل إلى بيته وإذا امرأته على الباب، فأنكر عليها ذلك فقالت له: ادخل. فدخل، فإذا حية ملتوية على الفراش. فكان معه رمح فوخزها بالرمح حتى ماتت. وفي اللحظة التي ماتت فيها الحية مات الرجل، فلا يُدرى أيهما أسبق موتاً الحية أم الرجل. فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الزمام التي تكون في البيوت إلا الأبتر وذو الطفيتين. وهذا دليل على أن الجن قد يعتدون على الإنس، وأنهم يؤذونهم، كما أن الواقع شاهد بذلك، فإنه قد تواترت الأخبار حيث صارت الأخبار بأن الإنسان قد يأتي إلى خلبة فينال الحجارة، وهو لا يرى أحداً من الإنس في الخلبة، وقد يسمع أصواتاً وقد يسمع حفيفاً كحفيف الأشجار وما أشبه ذلك مما يستوحش به ويتأذى به. وكذلك أيضاً قد يدخل جني إلى جسد الآدمي إما لعشق أو لقصد الإيذاء أو لسبب آخر من الأسباب، ويشير إلى هذا قوله تعالى: ﴿الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس﴾. وهذا النوع قد يتحدث الجني من باطن نفس الإنس ويخاطب من يقرأ عليه آيات من القرآن، وربما يأخذ القارئ عليه عهداً ألا يعود إلى غير ذلك من الأمور الكثيرة التي جاءت بها الأخبار وانتشرت بين الناس. وعلى هذا فإن الوقاية من شر الجن أن يقرأ الإنسان ما جاءت به السنة مما يتحصن به منهم مثل آية الكرسي، فإن هذه الآية إذا قرأها الإنسان في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح.