سؤال غير الله والنذر لهم..شرك أكبر
مدة الملف
حجم الملف :
1155 KB
عدد الزيارات 1447

السؤال:

جزاكم الله خيراً. هذا المستمع بعيضة فضيل من الجزائر يقول: في القرية التي أقيم فيها بعض العادات توشك أن توقعنا في خطر كبير، منها زيارة بعض أشخاص قد ماتوا قديماً يدعي أجدادنا أنهم من الأولياء الصالحين، وزيادة على هذا فإنهم يسألونهم الخيرات والرزق مثل الأولاد دون أن يسألوا الله العلي القدير، ويلقون إليهم بالنذور كأن يقول الواحد منا: لأن نجحت في الامتحان لأذبحن كبشاً وأقدمه قرباناً إلى ذلك الولي الصالح. ويسميه باسمه الشخصي، وفعلاً فهم يوفون بالنذر، فهل يجوز هذا أم لا؟ وما هي نصيحتكم لهم؟

الجواب:


الشيخ: نصيحتنا لهؤلاء وأمثالهم أن يرجع الإنسان إلى عقله وتفكيره، فهذه القبور التي يزعم أن فيها أولياء تحتاج إثباتاً أنها قبورهم. ثانيا إذا حدث أنها قبورهم فإنه يحتاج إلى إثبات أن هؤلاء المقبورين كانوا أولياء لله؛ لأننا لا  ندري هل هم أولياء لله أم أولياء للشياطين. ثالثاً وإذا ثبت أنهم من أولياء الله فإنه لا يجوز زيارتهم من أجل التبرك بزيارتهم أو دعاؤهم أو الاستغاثة بهم أو الاستعانة بهم في هذه الأمور، وإنما يزارون كما يزار غيرهم للدعاء لهم. على أنه إذا كان في زيارتهم فتنة فإنه لا تجوز زيارتهم؛ لو كان في زيارتهم مثلاً خوف فتنة بالعلو فيه فإنه لا تجوز زيارتهم دفعاً للمحظور ودرءاً للمفاسد. فأنت يا أخي حكِّم عقلك، فهذه الأمور الثلاثة التي ذكرت لا بد أن تتحقق: ثبوت القبر، ثبوت أنه ولي، ثالثاً الزيارة لا لأجل الاستعانة بهم ولكن لأجل الدعاء لهم؛ لأنهم الآن في حاجة -مهما كانوا- إلى الدعاء لهم، أما هم فهم أموات، جثث، لا ينفعون ولا يضرون. ثم إن قلنا: إن الذهاب إليهم لأجل الدعاء لهم جائز ما لم يستلزم محظوراً، فإن استلزمت محظوراً بحيث يقتدى بهم فإن زيارتهم لا تجوز. أما من زارهم على الوصف الذي ذكره السائل؛ يستغيث بهم، أو نذر لهم فذبح لهم فإن هذا شرك أكبر مخرج من الملة، يكون صاحبه به كافراً مخلداً في النار.