ما صحة هذا الحديث..؟
مدة الملف
حجم الملف :
1336 KB
عدد الزيارات 5184

السؤال:

أحسن الله إليكم. هذا سؤال من المستمع سالم غانم عاشور العراق الموصل يقول: قرأت في كتاب للشيخ الإمام الغزالي حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الشفاعة فيمن أخرجهم الله من النار بشفاعته صلى الله عليه وسلم حين يقول الله تعالى: فرغت شفاعة الملائكة والنبيين وبقيت شفاعتي. فيخرج من النار أقواماً لم يعملوا حسنة قط فيدخلون الجنة، فيكون في أعناقهم سمات ويسمون عتقاء الله عز وجل، فما مدى صحة هذا الحديث؟ وما معناه؟

الجواب:


الشيخ: هذا الحديث متفق عليه بمعناه؛ يعني أنه قد روى البخاري ومسلم معنى هذا الحديث، إلا أن فيه كلمة منكرة في هذا السياق الذي ذكره الأخ وهو قوله فتبقى شفاعتي. فإن هذه اللفظة منكرة، واللفظ الذي ورد في الصحيحين: ولم يبق إلا أرحم الراحمين. وإنما كانت اللفظة التي ذكرها السائل منكرة؛ لأن قوله وتبقى شفاعتي؛ عند من يشفع؟! فالله سبحانه وتعالى هو الذي يُشفع إليه وليس يشفع إلى أحد سبحانه وتعالى ﴿وأن إلى ربك المنتهى﴾. ومعنى هذا الحديث أن الله سبحانه وتعالى يأذن للرسل والملائكة والنبيين وكذلك لصالح الخلق أن يشفعوا في إخراج من شاء من أهل النار، فيخرج من أهل النار من شاء الله، حتى إذا تم إبقاء أحد تتبعه شفاعة هؤلاء ولم يبق إلا رحمة أرحم الراحمين، أخرج الله سبحانه وتعالى بهذه الرحمة من شاء، وجعل في رقابهم خواتم على أنهم عتقاء الله سبحانه وتعالى، فيدخلون الجنة. ومعنى قوله لم يعملوا حسنةً قط أنهم ما عملوا أعمالاً صالحة، لكن الإيمان قد وقر في قلوبهم، فإما أن يكون هؤلاء قد ماتوا قبل التمكن من العمل، آمنوا ثم ماتوا قبل أن يتمكنوا من العمل، وحينئذ  نبسط عليهم أنهم لم يعملوا خيراً قط، وإما أن يكون هذا الحديث مقيداً بمثل الحديث الدال على أن بعض الأعمال الصالحة تركها كفر كالصلاة مثلاً فإن من لم يصل فهو كافر ولو زعم أنه مؤمن بالله ورسوله، والكافر لا تنفعه شفاعة الشافعين يوم القيامة، وهو مخلد في النار أبد الآبدين والعياذ بالله. فأيهما من هذا الحديث إما أن يكون في قوم آمنوا ولم يتمكنوا من العمل فماتوا فور إيمانهم فما عملوا خيراً قط، وإما أن يكون هذا عاماً ولكنه يستثنى منه ما دلت النصوص الشرعية على أنه لا بد أن يعمل كالصلاة، فإنه لا بد أن يصلي الإنسان، فمن لم يصل فهو كافر لا تنفعه الشفاعة ولا يخرج من النار.