دعاء الاستفتاح في الصلاة سنة
مدة الملف
حجم الملف :
1051 KB
عدد الزيارات 43261

السؤال:

يسأل أيضاً يقول: هل دعاء الاستفتاح واجبٌ في كل صلاةٍ فرضاً أو نفلاً؟ وهل يمكن الإتيان بأكثر من نوعٍ واحد من أدعية الاستفتاح في صلاةٍ واحدة؟

الجواب:


الشيخ: الاستفتاح سنة وليس بواجب لا في الفريضة ولا في النافلة. والذي ينبغي أن يأتي الإنسان في الاستفتاح بكل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، يأتي بهذا أحياناً وبهذا أحياناً؛ ليحصل له فعل السنة على جميع الوجوه، وإن كان لا يعرف إلا وجهاً واحداً من السنة واقتصر عليه فلا حرج؛ لأن الظاهر أن النبي عليه الصلاة والسلام كان ينوع هذه الوجوه في الاستفتاح وفي التشهد من أجل التيسير على العباد، وكذلك في الذكر بعد الصلاة كان الرسول عليه الصلاة والسلام ينوعها لفائدتين: الفائدة الأولى ألا يستمر الإنسان على نوعٍ واحد؛ فإن الإنسان إذا استمر على نوعٍ واحد صار الإتيان بهذا النوع كأنه أمرٌ عاديٌ؛ ولذلك لو غفل وجد نفسه يقول هذا الذكر وإن كان من غير قصد؛ لأنه صار أمراً عادياً أتوماتيكياً كما يقولون، فإذا كانت الأذكار متنوعة وصار الإنسان يأتي أحياناً بهذا وأحياناً بهذا صار ذلك أحضر لقلبه وأدعى لفهم ما يقوله. ثانياً ما يظهر أن الرسول عليه الصلاة والسلام أراد به التيسير على الأمة؛ بحيث أن يأتي الإنسان تارةً بهذا وتارةً بهذا على حسب ما يناسبه. فمن أجل هاتين الفائدتين صارت بعض العبادات تأتي على وجوهٍ متنوعة مثل الاستفتاح والتشهد والأذكار بعد الصلاة.
السؤال: المشهور من دعاء الاستفتاح ما هو ؟

الشيخ: المشهور هو سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، لكن أصح منه حديث أبي هريرة وهو أنه سأل النبي عليه الصلاة والسلام ما يقول، فقال: أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد. فهذا أصح من الأول، لكن لو أتى الإنسان بهذا مرة وبهذا مرة وبغيرها أيضاً مما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم لكان أحسن.
السؤال: أو جمع بين الاثنين؟

الشيخ: لا، ما يجمع بين الاثنين؛ لأنه لما سأل أبو هريرة الرسول صلى الله عليه وسلم: ما تقول؟ ما أجابه إلا بواحدٍ فقط، ما قال أقول كذا وكذا، فدل هذا على أنه ليس من المشروع الجمع.