حكم لبس السواد عند المصيبة ورفع القبر وزيارة الميت كل خميس وجمعة..
مدة الملف
حجم الملف :
993 KB
عدد الزيارات 2213

السؤال:

سؤالها الثاني تقول فيه: عمي قتل في المعركة وقد بلغ بنا الحزن عليه أن قررنا زيارة قبره كل خميسٍ وجمعة، ولبسنا السواد مدة خمسة وثلاثين يوماً، وقد رفع أهله قبره عن الأرض، فما الحكم في هذه الأعمال؟ هل هي صحيحةٌ أم مخالفةٌ لكتاب الله وسنة رسوله؟

الجواب:


الشيخ: هذه الأعمال غير صحيحة، والواجب على المرء إذا أصيب بمصيبة أن يتلقاها بالصبر والاحتساب؛ لأن الحزن لا يرد شيئاً من المقدور، وقد قال الله تعالى في القرآن: ﴿ولنبلونكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ۞ أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون﴾ وقال النبي صلى الله عليه وسلم لإحدى بناته وقد مات لها طفل، قال للرسول الذي أرسلته للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: مرها فلتصبر ولتحتسب، فإن لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيءٍ عنده بأجلٍ مسمى. فالواجب عليكم أيها المصابون بفقد حبيبكم الصبر والاحتساب والدعاء له بالمغفرة و الرحمة حيث إنه مسلم، وعلى هذا فإن زيارتكم لقبره أو تقرير هذه الزيارة لقبره كل خميس وجمعة ليس بمشروع ولا ينبغي، وكذلك لبسكم السواد فإنه من البدع، وإظهار الحزن وهو شبيهٌ بشق الجيوب ولطم الخدود الذي تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من فاعله حيث قال: ليس منا من شق الجيوب ولطم الخدود ودعا بدعوى الجاهلية.
السؤال: أما القبر المرفوع؟

الشيخ: وأما رفع القبر فإنه أيضاً بخلاف السنة، ويجب أن يسوى بالقبور التي حوله إن كان حوله قبور، أو ينزل حتى يكون كالقبور المعتادة؛ لأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لأبي هياجٍ الأسدي: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ألا تدع صورةٌ إلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلا سويته.