أخذ الكفيل من العامل مبلغاً مقطوع كل شهر..فهل يحل له ذلك ؟
مدة الملف
حجم الملف :
1583 KB
عدد الزيارات 999

السؤال:

بارك الله فيكم. هذا سؤال من السائل سيد أحمد حسن، مصري مقيم بالمملكة، يقول: أنا أعمل مع أحد رجال الأعمال، وقد فرض علي إما أن أدفع له كل شهر من معاشي مبلغاً معيناً لأنه أحضرني بعقد عمل من بلدي، وإما أن أدفع له قيمة العقد كاملة ما يعادل ثمانية آلاف ريال وأكون حراً في العمل في أي موقع أختاره، وأنا لا أمتلك هذا المبلغ الضخم، وسوف أفوض أمري إلى الله وأدفع له كل شهر المبلغ الذي طلبه مني وإلا فسيقوم بإرجاعي إلى بلدي مرة أخرى، فهل يحل له أخذ هذا المال الذي هو من كسبي وعرق جبيني؟

الجواب:


الشيخ: هذه المشكلة التي صارت لهذا العامل هي مشكلة موجودة في كثير من أمثاله؛ وذلك أن بعض الناس يجلبون العمال قد يكونون على وجه مزور لدى الحكومة، ثم يكرهون هؤلاء العمال على شيء مقدر يأخذونه منهم كل شهر، أو شيء معين مشاع مما يعملونه كعشرين في المائة وما أشبهها، وهذه العملية عملية محرمة؛ لأنها مخالفة لما حصل الاتفاق عليه بين هذا العامل الجالب وبين الحكومة، فالحكومة وفقها الله لها نظام في هذا الأمر، نظام معين يجب على الجالب لهؤلاء العمال أن يتمشى عليه، لا يقول مثلاً إنه إذا كان الأمر جائزاً في الشرع فإنه يجوز لي أن أفعله؛ لأننا نقول: إن الشرع أمر بالوفاء بالعقود، فقال الله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود﴾ وقال تعالى: ﴿وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً﴾ فإذا كنت دخلت هؤلاء العمال إلى المملكة العربية السعودية على شرط بينك وبين الجهات المسئولة فإنه لا يجوز لك أن تخالف هذا الشرط لأمر الله تعالى بالوفاء بالعقود وكذلك الوفاء بالعهد، والحكومة وفقها الله إنما اشترطت الشروط المعينة في جلب العمال من أجل مصلحة المنتفعين بهذا العمل حتى لا تزداد الأجور؛ لأنه إذا كان العامل قد قدم به إلى هذه البلاد بأجرة شهرية زهيدة فإنه سوف يكون عمل الكفيل له عند الناس بأجر أقل نظراً إلى أنه رابح، أما إذا جعل هذا العامل يشتغل بالنسبة أو يشتغل بقدر معين فإن هذا الغرض الذي ترمي إليه الحكومة بنظامها يفوت على المواطنين. وعلى كل حال فإني أنصح إخواننا أولئك الذين يجلبون هؤلاء العمال بأن يتقوا الله سبحانه وتعالى فيهم، وأن يتقوا الله تعالى في حكومتهم وشعبهم، وأنا يُزوِّروا أو يلبسوا أو يخالفوا ما كان منظماً من قبل الحكومة؛ لأنه يقصد به المصلحة، وقد قال الله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم. فكل ما أمرت به الحكومة أو نظمته مما لا يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فإن العمل به عمل بكتاب الله وواجب على الرعية أن يقوموا به لقوله تعالى: ﴿أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم﴾. هذا ما أريد توجيهه إلى إخواننا  الذين يجلبون هؤلاء العمال.