حكم صلاة التسابيح
مدة الملف
حجم الملف :
1587 KB
عدد الزيارات 3803

السؤال:

أيضاً يقول: ما معنى صلاة التسبيح؟ وهل هي واجبة على كل مسلم؟ وكيف نؤديها؟

الجواب:


الشيخ: صلاة التسبيح ليست بصحيحة، بل قال عنها شيخ الإسلام: إنه حديث باطل، وقال الإمام أحمد رحمه الله: إنه حديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. وعلى هذا فليست بمشروعة؛ لأن ثبوت مشروعيتها مبني على صحة حديثها، وإذا كان لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا يجوز أن نتعبد لله بها. ثم إنها أيضاً صفتها وكذلك فعلها وأداؤها يبعد أن تكون مشروعة، وأنها خرجت من مشكاة النبوة؛ لأنه يقول: إنها تصلى كل يوم، فإن لم يكن فكل أسبوع، فإن لم يكن فكل شهر، فإن لم يكن فكل عام، فإن لم يكن ففي العمر مرة. ومثل هذا لا تأتي به الشريعة؛ أن تكون العبادة مشروعة على هذا الوجه؛ لأن العبادات إما أن تكون صلاحاً للقلب في كل وقت فتكون مشروعة في كل وقت، وإما أن تكون صلاحاً للقلب على سبيل العموم فيكون في إلزام الناس بها مشقة كل عام كما في الحج فتفرض مرة واحدة، وأما أن تشرع على هذا الوجه فإن هذا لا نبع له في الشريعة، ولذلك فهي باطلة سنداً ونظراً؛ يعني أثراً ونظراً، ولا ينبغي للإنسان أن يتعبد لله بها.

السؤال: ما حكم الدعوة إليها؟


الشيخ: الدعوة إليها والإنسان يعلم أن حديثها لا يصح محرمة؛ لأن الدعوة إلى الباطل شر من فعله؛ إذ إن فاعله قد يفعله وهو يعتقد أنه باطل فيتوب إلى الله عز وجل، ولا يتأثر أحد بفعله، لكن الداعي إلى الباطل يتأثر الناس بدعوته، ولو قدرت له التوبة فإنه من الصعوبة بمكان أن ينزجر الناس عما دعا إليه من قبل.

السؤال: سبق أن جاء للبرنامج رسالة لا تتضمن سؤالاً، ولكنها تتضمن اعتراضاً على من يقول أن صلاة التسابيح ليست صحيحة، يقول: يدل على صحتها أنني أصليها وأنني أجد راحة واطمئناناً وإقبالاً على الله وانشراحاً في صدري، وهذا لا يتأتَّى إلا من خير.


الشيخ: الحقيقة أن العبادات لا تقاس براحة النفس، فإن الإنسان قد يرتاح لأمور بدعية شركية قد تخرجه من الإسلام، وهو يرتاح لها لأن الله تعالى يقول: ﴿أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾. والعبادات لا تقاس بأذواق الناس، لو قيست بأذواق الناس لم يكن الشرع واحداً، ولو كان الشرع متعدداً لأن كل واحد من الناس له ذوق معين، وهذا لا يمكن أبداً، الشريعة واحدة، والذوق السليم هو الذي يوافق ما جاءت به الشريعة.

السؤال:

السؤال الآخر عند المستمع يقول: سمعت من إحدى الإذاعات؟

الجواب:


الشيخ: وقبل أن أفارق هذا المكان أقول: ينبغي للإنسان إذا تذوق عملاً من الأعمال وارتاح له نفسياً أن يعرض هذا العمل على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن كان موافقاً لها فليحمد الله على ذلك حيث وفق للراحة فيما كان مشروعاً، وإن كان غير موافق لكتاب الله وسنة رسوله فإن عليه أن يعالج قلبه؛ لأن في قلبه مرضاً حيث يرتاح لما ليس بمشروع، وإن كان الإنسان بجهله قد يكون معذوراً، لكن يداوي هذا المرض؛ مرض الجهل أو مرض سوء الإرادة.