السؤال:
هذه الرسالة وردتنا من المستمعة المرسلة ن ف ع من الرياض تقول في رسالتها هذه: هل يجوز كشف الوجه للسفر في بلاد أجنبية بأمر زوجي أم لا؟
الجواب:
الشيخ: أولاً يجب أن نعلم أن شريعة الله سبحانه وتعالى لا تختلف في بلاد الإسلام وفي بلاد الكفر، وأنها واحدة في هذا وفي هذا. وثانياً ينبغي للمسلم أن يكون له قوة وعزيمة وشخصية بارزة يفرض على غيره ما يقتضيه دينه، وإذا كان هؤلاء الأجانب يأتون إلينا في ثيابهم وعلى حسب عاداتهم فلماذا لا نأتي إليهم نحن بثيابنا التي هي مقتضى شريعتنا، وليس الحجاب من باب الأمور التقليدية التي تختلف في زمن دون زمن، وفي بلاد دون بلاد، ولكن الحجاب من الأمور الشرعية التي أوجبها الله سبحانه وتعالى في كتابه، وكذلك دلت السنة على ذلك. وعليه فإنه لا يجوز للمرأة أن تكشف وجهها في بلاد أجنبيه ولا في غيرها ولو أمرها زوجها بذلك؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. ثالثاً نقول: إنه ينبغي للزوج أن يكون غيوراً على زوجته حريصاً على حفظها وصيانتها، فكيف يتصور الإنسان أن زوجاً مسلماً يأمر زوجته بأن تكشف عن وجهها ويديها فتكون عرضة لتسلط الفجار عليها وملاحقتها والنظر إليها، وربما يصير ذلك رمزاً وإشارة، ثم ضحكاً وكلاماً، كل هذا من الأمور التي نأسف أن تجري من هؤلاء الأزواج؛ أن يأمروا أزواجهم بكشف وجوههن في بلاد الأجانب. ولا ريب أن الرجل كلما كان قوي الشخصية عازماً حازماً مطبقاً لدينه في جميع أرض الله فلا شك أنه أهب له وأشد احتراماً عن غير المسلمين. وقد أخبرني من أثق به أنه سافر إلى بلاد أجنبية وكانت زوجته معه تحتجب، ولكنها قد وضعت على وجهها نقاباً تفتح بعينيها وتنظر، فكان الناس يقولون: المسلمون إذا مررنا بهم في تلك البلاد يشكروننا، والأجانب لا يؤذوننا بشيء أبداً. فليت أن المسلمين صاروا مثل هذا الرجل الذي كان عنده قوة عزيمة وقوة إيمان بالله عز وجل.