الحكمة من صيام ست من شوال وهل له أجر إذا لم يصمها كلها
مدة الملف
حجم الملف :
1051 KB
عدد الزيارات 4234

السؤال:

وردتنا رسالة من تبوك بعث بها سرحان خويتم الشمري يقول فيها: ما الحكمة من صيام ست من شوال؟

الجواب:


الشيخ: الحكمة من صيام ست من شوال هي الحكمة في بقية النوافل التي شرعها الله لعباده لتكمل بها الفرائض، فإن صيام ست من شوال بمنزلة الراتبة بالصلاة التي تكون بعدها ليكمل بها ما حصل من نقص في الفريضة، ومن حكمة الله تعالى ورحمته أنه جعل للفرائض سنناً تكمل بها وترقع بها، فصيام ست أيام من شوال فيه هذه الفائدة العظيمة، وفيه تكميل صيام السنة، فإنه قد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي أيوب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان وأتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر».

السؤال:


أيضاً يقول: هل يلزم من صامها سنة الاستمرار عليها؟
الجواب:


الشيخ: لا يلزم من ذلك، لا يلزم على من صامها سنة أن يصومها في بقية عمره؛ لأن هذا تطوع، والتطوع للمرء أن يفعله ويدعه، ولكن الذي ينبغي للمرء إذا عمل عملاً أن يثبته سواء في هذا أو في الصلاة، فإذا عمل عملاً فينبغي له ألا يدعه ويتخلى عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر فيما أظن: «لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل». مع أن قيام الليل ليس بواجب، لكن ينبغي للإنسان إذا عمل طاعة أن يستمر عليها، ولكن ذلك ليس بواجب في غير الواجبات.

السؤال:

أيضاً يقول: هل من صام ثلاثة أيام أو خمسة أيام ولم يكمل الأيام الستة له أجر أم لا؟

الجواب:

الشيخ: نعم له أجر، ولكنه لا يحصل الأجر الذي رتبه النبي عليه الصلاة والسلام في قوله: «من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر». وأيضاً لا بد ألا يعتقد أن هذا العدد الذي صامه ناقصاً عن ستة أيام يحصل به هذا الثواب، أو يكون من السنن، فإنه ليس من السنة أن تصوم خمسة أيام من شوال، ولكن إذا كان الإنسان نشيطاً وفتر وترك يوماً من هذه الستة فلا حرج عليه.

السؤال: السؤال الأخير في رسالة سرحان خويتم الشمري من تبوك.


الشيخ: وأقول أيضاً: لو صام ثلاثة أيام من شوال بنية أنها عن صيام ثلاثة أيام من كل شهر فلا بأس بذلك، ولكنه لا يحصل ثواب ستة أيام.