حكم الإمساك قبل أذان الفجر بدقائق
مدة الملف
حجم الملف :
1447 KB
عدد الزيارات 112641

السؤال:

شيخ محمد، هذه رسالة وردتنا من حماد عبد الحميد من الأحساء، لديه أسئلة حول شهر رمضان والصيام فيه، يقول: هل يجوز للصائم أن يؤخر الإمساك إلى أن يؤذن لصلاة الفجر؟ أم عليه أن يتحرز ويمسك قبل الأذان بدقيقتين أو ثلاث؟

الجواب:


الشيخ: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ﴾ والله سبحانه وتعالى قد حدد للصائم وقتاً لإمساكه ووقتاً لإفطاره، أما وقت الإمساك فقد قال الله تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْر﴾ فجعل الله حد الإمساك طلوع الفجر، وليس من السنة أبداً أن يمسك الإنسان قبل طلوع الفجر على سبيل الاحتياط أو التقرب إلى الله عز وجل؛ لأن هذا تقرب إلى الله سبحانه وتعالى بما لم يشرعه، واحتياط في غيره محله. والنبي عليه الصلاة والسلام قال لأصحابه: «إن بلال يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم». وقد روي أنه ليس بين أذانيهما إلا أن هذا يصعد وهذا ينزل. وإن كان في هذه الرواية ما فيها من النظر لكن على كل حال النبي عليه الصلاة والسلام أمر أصحابه أن يأكلوا ويشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم، قال صلى الله عليه وسلم: «فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر». فهذه هي السنة، وما يفعله بعض الناس حيث يجعلون في إمساكية رمضان مدفع الإمساك يفطرون أو وقت الإمساك ثم وقت طلوع الفجر لا شك أن هذا خطأ وليس بالصواب. إذن الإنسان يأكل ويشرب حتى يتبين له طلوع الفجر إما بمشاهدته إن كان في البر، وإما بسماع الأذان الثقة الذي لا يؤذن حتى يطلع الفجر. وكذلك أيضاً بالنسبة للغروب فإن الناس مأمورون بتعجيل الفطر من حين تحقق غروب الشمس أو غلبة الظن في غروبها، فإذا غربت الشمس وإن لم يؤذن فإنك تفطر. فإذا قدر أنك في البر أو في مكان مرتفع تتبين به غروب الشمس فإنك تفطر وإن لم تسمع المؤذن، وإذا لم تكن في مكان كذلك فإنك تعتمد على أذان الثقة الذي لا يؤذن حتى تغرب الشمس. وإذا قلت أن أحداً من المؤذنين أذن قبل أن تغرب الشمس وأنت تشاهد الشمس فإنه لا يجوز لك الإفطار حتى تغرب الشمس.