السؤال:
سؤاله الثالث وافقه فيه اثنان؛ مطير العتيبي من بادية الدوادمي يقول: إنني ذهبت مبكراً بعد السحور إلى البر لكي أبحث عن أغنام لنا ولم أعد إلا قبيل صلاة الظهر، وعدت عطشان مما اضطرني إلى أن أنغمس في ماء كثير لكي أذهب عن قلبي وعن كبدي شدة الحرارة، فصاح علي أهلي وإخوتي الثلاثة ووالدي وقالوا: إن هذا يفسد صومك. وقد بعث بمثل هذا السؤال أحمد محمد عبد الرحمن من العراق، فما مدى صحة ذلك وفقكم الله؟
الجواب:
الشيخ: لا صحة لذلك، فالصائم يجوز له أن ينغمس في الماء، ويجوز له أن ينام عند المكيف، ويجوز له أن يبل ثيابه ويرش بدنه من أجل الحر وشدة العطش. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصب على رأسه الماء من العطش، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يبل ثوبه من العطش، وكان لأنس بن مالك رضي الله عنه حوض ينغمس فيه وهو صائم. وكل هذا مما دل عليه سبحانه وتعالى أن يفعل المرء ما يخفف عنه شدة العبادة وألمها حتى يؤدي العبادة وهو مستريح وهي ميسرة عليه، وقد قال الله تعالى في سياق آيات الصوم: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.