هل للمصلي أن يجذب آخر ليصف معه ؟
مدة الملف
حجم الملف :
1643 KB
عدد الزيارات 1937

السؤال:

شيخ محمد هذه جزازة ورق وردتنا من المرسل  ي أ و ن  كتب في أعلاها: وحيث من وصل صفاً وصله الله هل يجوز السحب من الصف الأول إلى الأخير إذا كان الصف الأول كاملاً؟ نرجو الإجابة مقرونة بالدليل.

الجواب:


الشيخ: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. هذه المسألة يبدو أن الأخ يريد أن الرجل إذا جاء ليصلي مع الجماعة ووجد الصف تاماً فهل يجوز له أن يسحب أحداً من هذا الصف ليصف معه؟ هذا هو الظاهر؛ لأن كونه يسحب أحداً والصف لم يتم هذه ما تراد في مثل هذا السؤال. فنقول: إذا جاء الإنسان يصلي مع الجماعة والصف تام فإنه يصلي خلف الصف وحده مع الجماعة ولا يسحب أحداً؛ وذلك لأن سحبه يتضمن ثلاث مفاسد: المفسدة الأولى فتح فرجة في الصف، وهذا خلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الفراغ وسد الخلل. وثانياً أنه يعتدي على من سحبه بتأخيره من الصف الفاضل إلى الصف المفضول. وثالثاً أنه يشوش عليه صلاته؛ لأن هذا المجذوب لا بد أن يتحرك قلبه وتهتز نفسه عندما يجذبه أحد من خلفه. لذلك من أجل هذه المفاسد الثلاثة نقول له: صلِّ مع الجماعة وحدك. وهذا لا يعارض قول النبي صلى الله عليه وسلم «لا صلاة لفرد خلف الصف» لأننا وإن كنا نرى أن الصواب في قوله «لا صلاة» أنه نفي للصحة لأنه لا دليل يسبق هذا النفي عن نفي الصحة إلا نفي الكمال، ولكننا نقول: إذا كان نفياً للصحة فإنه يدل على وجوب المصافة، ووجوب المصافة كغيره من الواجبات؛ إذا عجز عنه الإنسان سقط عنه، وهذا عاجز عن المصافة لتمام الصف فيسقط عنه وجوب المصافة. ولهذا لما لم يكن للمرأة موقف في صف الرجال شرعاً صارت تصلي وحدها خلف الصف مع الجماعة. ثم إننا نقول لهذا الذي لم يجد موضعاً في الصف: لا تخلو حالك من أن ترتكب أحد المحظورين إما جذب إنسان من الصف وقد بينا مفاسده، وإما التقدم والصف مع الإمام، وهذا يلزم منه أيضاً مفسدة وهي تخطي الرقاب؛ لأنه لا بد أن يكون بينه وبين الإمام صف فأكثر لمثل هذه الحال، وهذا تخطٍّ لصفوف، وربما يكون فيه إفزاع للمأمومين، وفيه أيضاً محظور آخر هو أن المشروع فيما إذا كان الجماعة ثلاثة فأكثر أن ينفرد الإمام بالموقف ليتميز عنه، فإذا وقف معه آخر زال هذا المقصود الشرعي. أو نقول: إذا لم ترض بهاتين اترك الجماعة رأساً وصل وحدك. وهذا فيه تفويت الجماعة، ولاشك أن الصلاة مع الجماعة منفرداً لعذر خير من ترك الصلاة مع الجماعة رأساً.