متى يشرع للمسافر أن يأخذ برخص السفر
مدة الملف
حجم الملف :
898 KB
عدد الزيارات 1388

السؤال:

هذه رسالة وردتنا من القصيم المذنب المرسل محمد حسن يحيى اليماني من ناحية الحديدة في اليمن يقول: هل يجوز للمسافر إذا أراد الخروج من مكانه الذي كان مقيماً فيه أن يقصر ويجمع مثل العصر مع الظهر إلى آخره؟

الجواب:


الشيخ: أولاً المسافر له رخص معلومة، وهي قصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين، فلا يجوز للمسافر أن يقصر إلا إذا خرج من بلده، فما دام في بلده ولو كان عازماً على السفر ولو كان قد حمل متاعه وعفشه فإنه لا يجوز له أن يقصر حتى يخرج من البلد. وأما الجمع فإنه ليس من خصائص السفر، بل الجمع تبيحه الحاجة إليه سواء كان الإنسان في السفر أو كان الإنسان في الحضر. وعلى هذا فإذا كان الإنسان يعرف أنه لا يمكنه أن يصلي في سفره لكونه مثلاً في طائرة والطائرة لا يتأتى أن يصلي فيها، فيقول سأجمع العصر إلى الظهر حتى لا يبقى علي صلاة إلا المغرب مع العشاء. لنفرض مثلاً أن سفر الطائرة سيكون ست ساعات وهو الآن في وقت الظهر وهو في بلده، فيحب أن يجمع العصر إلى الظهر ثم يجمع المغرب إلى العشاء جمع تأخير، يكون في الظهر والعصر جمع جمع تقديم ولو كان في بلده، ولا حرج عليه في هذا؛ لأن صلاة العصر في وقته لا يتسنى له وهو في الطائرة، ويكون عليه فيه حرج، وقد ثبت في صحيح ابن عباس أن الرسول صلى الله عليه وسلم جمع بالمدينة من غير خوف ولا مطر. وقوله من حديث جابر أن الرسول عليه الصلاة والسلام جمع في المدينة من غير خوف ولا مطر، وسئل ابن عباس عن ذلك فقال: ألا يحرج أمته. فعلى هذا نقول: هذا الرجل الذي يلحقه حرج بترك الجمع له أن يجمع، ولكنه لا يقصر الصلاة؛ لأنه لن يخرج من بلده.