هل له أن يصافح زوجة أخيه إذا كان قادما من سفر ؟
مدة الملف
حجم الملف :
1813 KB
عدد الزيارات 33185

السؤال:

الرسالة بين يدينا وردتنا من الأخ  م م ص الثبيتي في منطقة العلا يقول: أخي متزوج من أحد أفراد القرية، فإذا أردت سفراً أو أتيت من السفر فهل يصح لي مصافحتها -يقصد مصافحة زوجة أخيه- أم مقابلتها؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الجواب:


الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أقول في الجواب عن هذا السؤال: إن كانت زوجة أخيك من محارمك في رضاع أو نسب فإنه لا حرج عليك في مقابلتها والسلام عليها؛ لأن المحرم يجوز له أن ينظر إلى ما يظهر غالباً، وأما إذا كانت هذه الزوجة -زوجة أخيك- ليست محرماً لك بنسب ولا رضاع فإنه لا يجوز لك أن تصافحها ولا أن تنظر إلى وجهها، اللهم إلا إذا صافحتها من وراء حائل كما لو وضعت شيئاً على يدها يحول بين مَسِّك لبشرتها ومسها لبشرتك فهذا لا بأس به. لا بد أيضاً أن يكون هذا بلا خلوة؛ فإنه لا يجوز لك أن تخلو بامرأة أخيك إذا لم تكن من محارمك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الخلوة فقال في حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين وهو يخطب الناس: «لا يخلون رجل بامرأة». وقد سئل صلى الله عليه وسلم عن الحمو -وهو قريب الزوج- هل يجوز أن يخلو بالمرأة؟ فقال: «الحمو الموت». يعني بذلك أنه يجب عليك التحرز منه والفرار من الخلوة به كما تفر من الموت. وهذا دليل على أنه لا يجوز لأحد أن يخلو بامرأة ولو كانت زوجة لأحد من أقاربه. وهذه المشكلة مشكلة اجتماعية في الحقيقة؛ لأن كثيراً من الناس يكون له زوجة وعنده في البيت أخ له، وليس هناك والدة أو أخوات يكن مع زوجة أخيه، وفي هذه الحال إذا لم يكن في البيت سوى زوجة أخيه لا يجوز أن يخلو بها في البيت إذا خرج أخوه لعمله أو سافر. بل نقول في هذه الحال: الحل في إحدى طريقين؛ إما أن الأخ يذهب بزوجته إلى أهلها ما دام غائباً عن البيت وإذا رجع إلى البيت آتى بها من أهلها معه، وإما أن يجعل البيت قسمين قسم مثلاً القهوة ومحارمها ومصالحها يكون بها الأخ إذا غاب أخوه، ويجعل بين هذا القسم وبين القسم الثاني الذي هو قسم النساء باباً محكماً يكون مفتاحه مع زوج المرأة، وإذا خرج زوج المرأة أغلق هذا الباب حتى لا يدخل أخوه على امرأته ولا تدخل هي على أخيه. فإذا قال قائل مثلاً: إن هذا يمكن ألا يفيد؛ فإن المرأة يمكن أن تخرج من باب السور وتدخل على أخيه من جهة أخرى. نقول: هذا أمر مستبعد، ولا يمكن تحرز منه بأي حال من الأحوال، حتى لو أن المرأة ذهبت إلى أهلها قد تأتي وتتصل بأخيه. ولكن هذا أمر بعيد جداً؛ لأن الأخ يبعد أن يخون أخاه حتى مع تحفظ أخيه منه، والإنسان إذا فعل الأسباب الشرعية التي تبعد عن المحظور فإن الله تبارك وتعالى يعينه ويبعد المحظور منه.