ما هي السنة في وضع اليدين بعد الرفع من الركوع ؟
مدة الملف
حجم الملف :
1151 KB
عدد الزيارات 4414

السؤال:

هذا السؤال قد أجبتم عليه في حلقة من حلقات هذا البرنامج حول رفع اليدين، يقول: سُئل الإمام أحمد رضي الله عنه عن وضع اليمنى على اليد اليسرى بعد الرفع من الركوع فأجاب: إن شاء أرسل يديه بعد الرفع من الركوع وإن شاء وضعهما. فنرجو منكم أن توضحوا لنا ما ثبت عن السنة؛ الإرسال أم الرفع أم الوضع؟ وفقكم الله.

الجواب:


الشيخ: نقول: إن ظاهر السنة أن المصلي بعد رفعه من الركوع يضع يده اليمنى على اليسرى، وهو ما رواه سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: كان الناس يأمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة. فقوله في الصلاة عام لجميع أحوال الصلاة إلا ما دل الدليل على أنه له صفة خاصة. فليكن الأخ السائل معنا، فنقول: وضع اليد اليمنى على اليسرى قبل الركوع أمر لا إشكال فيه، أما في الركوع فلهما وضع آخر؛ وضعهما أن يضعهما على ركبتيه في القيام بعد الركوع -هو موضع السؤال- ولينتظر في السجود، لا يمكن وضع اليد اليمنى على اليسرى؛ لأن موضعهما على الأرض في الجلوس بين السجدتين وفي التشهدين الأول والثاني أيضاً موضع وضعهما الفخذان، فيضعهما الإنسان على فخذيه. بقي عندنا وضعهما بعد الرفع من الركوع، ليس هناك سنة خاصة فيه، لكن عموم قول سهل في الصلاة يشمل هذا الموضع من الصلاة، وعلى هذا فيكون الظاهر من السنة أن المرء يضع يده اليمنى على اليسرى بعد الرفع من الركوع. وأما تخيير الإمام أحمد فلعله اطلع على أحاديث تدل على جواز الإرسال ولكننا لم نعلم بها؛ لأن الظاهر أن الإمام أحمد لا يخير بين شيئين إلا قد وردت فيهما السنة، ولا يكون تخييره فيهما من أجل عدم علمه بذلك؛ لأن موقف عدم العالم بشيء أن يتوقى وليس أن يحكم، والله أعلم.