نصيحة لمن يصل جيرانه ولا يصلونه
مدة الملف
حجم الملف :
718 KB
عدد الزيارات 1944

السؤال:

أيضاً لديه سؤالٌ ثالث يقول: لي جيرانٌ يسكنون معي، ولا سبب بيني وبينهم يدعو للمخالفة حتى ولو كان طفيفاً، وأنا لم أخاصمهم أبداً، فأنا أزورهم وأجلس معهم، وأكرر الزيارة مرات، ولم يتأثر هؤلاء ويتكرموا بالزيارة، فهل بعد هذا كله أن أجاملهم وأسير على هذا المنوال أم أنقطع عنهم؟ أم أرحل عنهم بعيداً وهو أقرب الحلول راحةً للضمير؟ فهل هذا إسلامي أم لا؟

الجواب:


الشيخ: ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره». وإكرام الجار بحسب ما يعد عرفاً إكرام ليس فيه حدٌ شرعي، فإكرامك لجيرانك بالزيارة والهدية ونحو هذا من تمام إيمانك حتى وإن لم يقابلوك بالمثل، بل وإن قابلوك بالإساءة. فإن الواجب عليه الصبر وعدم التخلي عن إكرامهم؛ لأن تعليقك إكرامك لهم بإكرامهم لك فإن هذا ليس من باب الإكرام الذي يدعو إليه الإيمان، ولكن هذا من باب المكافأة، فإن الإنسان إذا أكرم من يكرمه هو مكافئ مهما كان الذي أكرمه فكافأه. لذلك أنصحك بأن تبقى في بيتك، ولا تزعزع نفسك وأولادك، وأن تستمر في إكرام هؤلاء الجيران وإن لم يكرموك إلا إذا رأيت منهم أذيةً لا تطاق، فحينئذٍ لا بد من الرحيل.