حكم القراءة على الميت بعد الأربعين عند قبره
مدة الملف
حجم الملف :
1200 KB
عدد الزيارات 3154

السؤال:

من جمهورية مصر العربية بعث أحمد محمود علي خليل بهذه الرسالة يقول فيها: بسم الله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء، وأما بعد؛ فإنني المستمع أحمد محمود علي خليل، وأنا من جمهورية مصر العربية، ومعجب ببرنامجكم نور على الدرب أيما إعجاب، والذي أقوله هو جزاكم الله عنا وعن المسلمين خير جزاء، أما سؤالي فهو: نحن عندنا في مصر بعدما يموت الميت ونقبره فإذا أتم أربعين يوماً فإننا نحضر أحد المشايخ ونعطيه أجرة على أن يقف عند قبر صاحبنا الميت ويقرأ عليه من القرآن، أرجو من فضيلتكم إفادتي هل جائز أم حرام؟ وإذا كان جائزاً فهل يستفيد منه الميت أم لا؟

الجواب:


الشيخ: ليس هذا من الأمور المشروعة، بل هو من الأمور المبتدعة، وكل بدعة ضلالة، وخير مكان يقرأ فيه القرآن بيوت الله عز وجل، وهي المساجد، وكذلك البيوت يقرأ فيها القرآن، أما المقابر فليست محلاً لقراءة القرآن، وإنما هي محل للسلام على الموتى والدعاء لهم، لا الدعاء عندهم ولا دعائهم، فهم لا يدعون ولا يدعى عند قبورهم، وإنما يدعى لهم بالرحمة والمغفرة؛ لأنهم مفتقرون لذلك، وأما القراءة للميت سواء عند قبره أو في مكان آخر بالأجرة فإنها حرام، لا تجوز، وهي أيضاً لا ثواب فيها، كقول الله تعالى: ﴿من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفِّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون﴾. فقراءة القرآن من أفضل العبادات، فإذا صرفت للدنيا وابتُغي بها الدنيا صارت باطلة هابطة، لا تنفع القارئ، ولا تنفع المقروء له؛ لأنه لا ثواب له، والمقروء له إنما ينتفع بالثواب، وهنا لا ثواب؛ لأن القارئ أراد بعمله الدنيا. وعلى هذا فاستئجار الإنسان للقراءة للأموات أو غير الأموات محرم، ولا ينتفع به المقروء له؛ لأنه لا أجر فيه، وفيه أيضاً إتلاف للمال، وصرف للمال في غير وجهه لا سيما إذا أُخذ من تركة الميت، وفيهم الورثة منهم صغار أو سفهاء، فإن ذلك تَعَدٍّ عليهم. على كل حال، الخلاصة أن هذا العمل لا يجوز، وأن الميت لا ينتفع به.