حكم وضع الطين والتراب على الرأس عند المصيبة
مدة الملف
حجم الملف :
839 KB
عدد الزيارات 3321

السؤال:

بعث بهذه الرسالة من جدة، العمارية، أحمد محمد الصادق علي أحمد خليفي، يقول في هذه الرسالة: يحدث في مصر عندما يموت رجل أو امرأة أن تقوم النساء بالبكاء وتقوم عموماً بوضع التراب والطين على أنفسهن، وتقول: الفراق صعب. هل هذا صحيح أم خطأ؟ نرجو الإفادة. 

الجواب:


الشيخ: هذا خطأ، خطأ كبير لأن الواجب على المرء أن يرضى بالله رباً، ويرضى بقضائه وقدره، فلا يسخط ولا يفعل ما يدل على التسخط، فوضع التراب أو الطين على أنفسهن بسبب هذه المصيبة وقولهن الفراق صعب كل هذا من الأمور التي تتضمن الاعتراض على القدر، وعدم الرضا بالله سبحانه وتعالى، وقد يكون شبيهاً بشق الجيوب ولطم الخدود الذي تبرَّأ النبي صلى الله عليه وسلم من فاعله، فقال: «ليس منا من لطم الخدود» أو قال: «ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية». والعاقل البصير يعرف أن هذا التسخط لا فائدة منه، مع كونه ضرراً في الدين لا فائدة منه في الدنيا، لأنه لن يرد المصيبة، بل سيزيد المصيبة، ولهذا قال بعض السلف: إما أن تصبر صبر الكرام، وإما أن تسلو سلو البهائم. فالإنسان لا بد أن ينسى هذه المصيبة على مر الزمان، فإذا كان لا بد من نسيانها فكونه يصبر صبر الكرام الذي يثاب عليه خير من كونه يتجزع ويتسخط ثم في النهاية يسلو كما تسلو البهيمة.