إغلاق المحلات للصلاة وحكم البقاء داخل المحلات..
مدة الملف
حجم الملف :
1687 KB
عدد الزيارات 14761

السؤال:

أيضاً يقول: كثير من أصحاب السوق -أصحاب البيع والشراء- إذا نادى منادي الصلاة إما أغلق الباب وبقي خارج الدكان، أو أغلقه على نفسه حتى ينتهي وقت الصلاة، والعبرة بالصلاة لا بإغلاق المحل، ما حكم عمل هؤلاء؟ وما واجب الهيئة نحو ذلك؟ اللهم إني بلغت فاشهد. من بيشة الجوازات، مبارك فهيد محمد غسان البيشي.

الجواب:


الشيخ: فعل هؤلاء في الحقيقة محرم؛ لأنهم تركوا ما يجب عليهم من إقامة الجماعة في المساجد، والواجب على المسلم أن يقيم الصلاة جماعةً في مساجد المسلمين؛ لأن هذا هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ أن يقيموا صلاة الجماعة في المساجد، فهذا هو الواجب على كل مسلم ﴿يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله﴾. وهكذا أيضاً إذا نودي لها من غير يوم الجمعة، فإنه يجب على المسلمين أن يأتوا إلى هذه المساجد التي بنيت لإقامة الجماعة، وقد هم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحرق المتخلفين عن الجماعة بالنار. أما بالنسبة لعمل الهيئة نحوهم فإن الهيئة يجب عليها أن تلزمهم بالصلاة مع الجماعة في المساجد، فمن رأته واقفاً عند دكانه ألزمته بأن يصلي مع الجماعة، ومن علمت أنه يغلق الدكان على نفسه كذلك أرغمته على أن يخرج من دكانه ويحضر الجماعة، وأما من أغلق دكانه على نفسه والناس لا يعلمون به فهذا أمره إلى الله. بالنسبة للهيئة وغيرهم لا يلزم عليهم أن يدقوا الدكاكين وينظروا هل فيها أحد، ولكن إذا تبين وعلم أن هذا الرجل يختفي في دكانه وجب عليهم أن يفتحوا الدكان وأن يخرجوه وأن يلزموه بالجماعة، ومن خفي عليهم -أي: على الهيئة، أو على غيرهم من المسلمين- فإن أمره إلى الله سبحانه وتعالى. وتخصيص الأخ الهيئة في هذا الأمر هو أيضاً فيه نظر، فإن تغيير المنكر ليس خاصاً بالهيئة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه». و«من رأى منكم» اسم شرط، وأسماء الشرط كلها دالة على العموم، فكل من رأى منكراً وجب عليه أن يغيره بهذه المراتب الثلاثة: بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه. لكن يجب على الهيئة ما لا يجب على غيرهم -يعني: يتأكد وجوب عمل الهيئة أكثر من غيرهم- لأن معهم سلطة من الدولة، فهم يتمكنون من تغيير المنكر أكثر مما يتمكن غيرهم.

السؤال: لكن قول مبارك محمد فهيد الغسان البيشي: اللهم إني بلغت. هل إذا أرسل لنا رسالة تبرأ نفسه أو يبرأ من هؤلاء الذين يشاهدون وهم يغلقون على أنفسهم الدكاكين أو يقفون عند دكاكينهم؟


الشيخ: هو في الحقيقة بلغ "نور على الدرب"، لكنه ما بلغ الجهة التي يمكنها أن تمثل ما نريد. فالذي نرى أنه لا يكتفي بهذا التبليغ، بل لا بد أن يكتب إلى الجهات المسئولة عن هذا الأمر؛ إلى رئيس الهيئة في بلده، أو إلى الرئيس العام للهيئات في الرياض لإخباره بالموضوع، ولعله ينتفع به أهل بلده وغيرهم.

أحسنتم. أيها السادة، إلى هنا نأتي إلى نهاية هذه الحلقة.