هل الولي يضر أو ينفع بعد موته ؟
مدة الملف
حجم الملف :
1615 KB
عدد الزيارات 5207

السؤال:

هذه الرسالة وردت من الجمهورية العراقية، يقول مرسلها: إني صديقكم الجديد علي حسن، أرجو منكم أن تقبلوني صديقاً لهذا البرنامج، فالحمد لله الذي جعلنا جميع المسلمين إخوة، فبعد مزيد الاحترام أقدمها لكم. في الحقيقة، نقول: يا أخ علي حسن من الجهورية العراقية، نقبلك أخاً في الله مستفسراً عن أمور دينك، وأسئلتك إن شاء الله تعالي نطرحها على فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين. يقول: سؤالي هل إذا مات شخص صالح ولي، هل ينفع أو يضر بعد موته؟ يعني موت هذا الشخص هل يفيد؛ يقصد أن هذا الولي إذا توفي هل ينفع الناس أو يضرهم، أو ماذا يكون بعد وفاته؟

الجواب:


الشيخ: الحمد لله، لا شك أن أحق الناس بالولاية وأعظمهم ولاية هو النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله له آمراً إياه أن يبلغ الأمة بأنه لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله، وقد قال تبارك وتعالى: ﴿قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ﴾. وأمره كذلك أن يقول للناس بأنه لا يملك لهم مثل ذلك، فقال: «إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً». فإذا كان هذا في أعظم الناس ولاية وأقربهم من الله تبارك وتعالى وهو محمد صلى الله عليه وسلم، فما بالك بمن دونه من الأولياء، فكل ولي أو نبي أو ملك فإنه لا يملك لأحد نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله، والذي يملك ذلك ويدبر الخلق هو الله عز وجل، فإذا كان الولي لا يملك الضرر ولا النفع في حياته فكذلك أيضاً لا يملك النفع ولا الضرر بعد موته من باب أولى؛ لهذا فالأولياء ليس لهم حق في تدبير الكون، ولا في نفع الخلق، ولا في ضرر الخلق، والواجب على الإنسان أن يعلق ذلك بالله عز وجل وحده؛ لأنه هو المالك له. ثم إنني أقول لهذا الأخ ولغيره أنه يجب التحقق من انطباق وصف الولاية على من يوصف بها، وقد يقال هذا ولي لله، وهو عدو لله عز وجل؛ لأنه يضل الناس ويصدهم عن دين الله الحق ويغريهم بما يكون على يديه من الخرافات والخزعبلات وغيرها. وميزان الولاية هو ما ذكره الله تعالى بقوله: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ فمن كان مؤمناً تقياً كان لله ولياً، فإذا قيل عن شخص ما أنه ولي نظرنا في إيمانه وفي تقواه لله عز وجل، وهل هو مستقيم على شريعة الله عز وجل حريص على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم منفذاً لشرع الله تعالى في قوله وفعله، وإلا فإنه ليس لله بولي وإن زعم أنه ولي، فإذا كان يأتي بأمور محدثة في العبادة أو في العقيدة، ويزعم أنه ولي فهو كاذب في زعمه هذا؛ لأنه ليس بتقي، والولي هو المؤمن التقي.

أيها السادة، إلى هنا نأتي إلى نهاية هذا اللقاء الذي استعرضنا فيه أسئلة السادة المستمعين. عرضنا هذه الأسئلة على فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الأستاذ بكلية الشريعة بالقصيم وإمام وخطيب الجامع الكبير بمدينة عنيزة. شكراً لفضيلة الشيخ، وشكراً لكم أيها السادة، حتى نلتقي بحضراتكم إن شاء الله نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.