خالها ينكر عليها حجابها أمامه وحكم قوله : " الحجاب تأخر "
مدة الملف
حجم الملف :
4444 KB
عدد الزيارات 3174

السؤال:

هذه رسالة من طرابلس لبنان، تتحدث صاحبتها عن الحجاب وأشياء أخرى، المرسلة ندى خالد قبوب تقول: أنا فتاة مسلمة والحمد لله، محافظة قدر استطاعتي على تعاليم ديني، ولكن أذهب في بعض الأحيان إلى منزل خالي - الذي هو أخ لوالدتي - وأنا متحجبة، ولكن خالي يكره الحجاب كثيراً ويقول لي: إنك فتاة متأخرة، سؤالي هذا: هل آثم إن خلعت الحجاب عن رأسي أمام خالي، علماً بأنه ليس بأجنبي عني، أم أظل متحجبة؟ ولكني لا أريد أن أخلع حجابي أمامه لأنه يستهزئ بالحجاب وبالشريعة، أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الجواب:

الحمد لله، الخال من المحارم، ولا يجب التحجب عنه، ولا بأس في كشف ما يبدو غالباً للمحارم سواء كان خالاً، أو عماً، أو كان أخاً، أو ابناً، أو أباً، كل ما يظهر غالباً في الوجه، والرأس، واليد، والذراع، والساق، والقدم، فإنه لا بأس به في كشفه للمحارم.

والذي ينبغي أن تكشفه لخالها؛ ليتبين له أن هذا هو الشرع، حتى لا يظن أن الشرع فيه من الشدة ما يجب التضييق على المسلمين.

وأما قوله أن هذا تأخر، وما أشبه ذلك، فإن هذه اللهجة يلهج بها كثير من أعداء الإسلام، يقولون أن الإسلام تأخر، وأنه يخنق أصحابه، وأنه قيود وأغلال، وما أشبه ذلك مما يثيره أعداء الإسلام في الإسلام بما ليس منه، وليس هذا بغريب، فإن الله تعالي يقول في سورة المطففين: ﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ﴾. [المطففين: 29-32]. فمن حكى الله عنهم يقولون: إنهم لضالون، والمتأخرون يقولون: إنهم رجعيون، اختلف اللفظ واتفق المعنى، فما قيل في الأول قيل في الثاني، ولا غرابة أن يقول أعداء الإسلام: إن الإسلام تأخر، وإنه قيود، وإنه أغلال، وما أشبه ذلك؛ وهذا لأنهم يضيقون به ذرعاً، ولم يشرح الله صدورهم للإسلام، ومن لم يشرح الله قلبه للإسلام فهو كمن قال الله تعالي: ﴿وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ﴾ [الأنعام: 125]. فمن لم يرد الله هدايته فإنه لا يعرف نور الإسلام ولا هدايته، ولا يعرف ما في أوامره من الخير والمصالح العاجلة والآجلة، ولا ما في نواهيه من الشر الحاضر والآجل، فيظن أن الخير هو التحرر، وبعبارة أصح أن الخير هو البعد عن الإسلام، وفي الحقيقة أن الخير هو التحرر من قيد النفس، والدخول في حظيرة الإسلام.

السائل:

يُفهم من سؤالها أنها إنما تتحجب أمام خالها لأنها تراه ينهاها عن ذلك، فهي تريد أن ترد عليه هذا.

الشيخ:

لا ينبغي هذا؛ لأن نهيه إياها عن الحجاب موافق للشرع، فإنه ليس من حق المرأة أن تحتجب عن محارمها؛ لأن ذلك مما يبيحه الشرع، وكوننا ننسبه للإسلام فهذا خطأ.

السائل:

سؤالها الثاني تقول: هل النذر في المنام يثبت أم لا؟

الشيخ:

النذر في المنام لا يثبت، وجميع الأقوال في المنام لا تثبت.